فلسطين أون لاين

محكوم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات

"توحيد" تفوقت في التوجيهي بفضل دعوات والدها الأسير

...
الطالبة توحيد حماد
القدس المحتلة-غزة/ هدى الدلو:

بعد إعلان النتائج ومعرفة توحيد حماد نتيجتها في امتحانات الثانوية العامة (الإنجاز) بحصولها على معدل 97.7% في الفرع العلمي، دخلت الفرحة إلى قلبها وقلوب عائلتها، لكنها كانت منقوصة بسبب غياب والدها منذ سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.

كانت فرحتها الأكبر -كما تقول- عندما علم والدها نتيجتها، إذ بحصولها على هذا المعدل أدخلت الفرحة إلى قلبه، وهي ما زالت تنتظر الحصول على تصريح لزيارة والدها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتبشره بنتيجتها، وتشاهد فرحته بتفوقها ونجاحها، ولتؤكد له أنها أخذت بنصيحته الدائمة لها التي كان يرسلها مع أقاربها، ولتقول له: "تفوقي كان بفضل دعواتك الدائمة لي".

وتوحيد حماد هي ابنة الأسير مؤيد حماد المحكوم عليه بالمؤبد سبع مرات، ويقبع في سجن "نفحة" الصحراوي، ومنع الاحتلال أسرته من زيارته عدة مرات، وهي من بلدة سلواد في القدس المحتلة.

غاب والدها عن ناظريها عندما كانت في سن عامين ونصف، إذ اعتقلته قوات الاحتلال.

وقالت توحيد لـ"فلسطين": "غاب والدي عني في جميع المراحل الدراسية، إلا أنه غيابه كان أكثر تأثيرًا هذا العام، فكنت بحاجته إلى جانبي، مع أن والدتي كانت لي الأم والأب، وحاولت جاهدة أن تعوض غيابه".

وحرصت خلال مدة الدراسة للثانوية العامة على تنظيم وقتها، ومراجعة دروسها باستمرار، وعدم إرهاق نفسها بالدروس الخصوصية.

وأضافت حماد: "آخر زيارة إلى والدي كانت في آذار (مارس) 2018م، وكانت وصيته واضحة بأن أهتم بدروسي، حتى أرفع رأسه بذلك"، وهذا ما كان يشجعها ويحفزها على مواصلة طريقها.

"وبالفعل فعلت هذا يا والدي، وكنت أتمنى أن تكون بيننا لتكون فرحتي فرحتين، ولكن الآن أنتظر بصبر نافد إصدار تصريح لزيارته، لأستقي من فرحته ما يعينني على إكمال مشواري التعليمي" والحديث لحماد.

ولم تتوان والدتها عن توفير الجو المناسب لها، ولم تجعل اعتقال والدها يؤثر في نفسيتها، فكانت دائمًا تشجعها على التفوق والنجاح.

وأشارت حماد إلى أن سياسات الاحتلال واضحة في إلحاق المعاناة ليس فقط بوالدها، بل بعائلته أيضًا، بالحكم عليه بعدة مؤبدات، وحرمانهم زيارته، والضغط النفسي عليه وعليهم، ولكن بإصرار عائلته لم يجعلوا غيابه عنهم يؤثر في مجريات حياتهم، وترى أنها بتفوقها سترفع الروح المعنوية لوالدها.

وقررت توحيد الالتحاق بكلية الطب، لكونها شغوفة بدراسة المواد العلمية.