قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه ملتزم بإعادة الجنود الأسرى لدى كتائب القسام، وقد حذر التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة بأن جيشه مستمر في وضع الخطط لحملة عسكرية ضد غزة رغم الجهود السابقة للتهدئة، وبعد ساعات فقط من تلك التهديدات خرج الناطق باسم كتائب القسام ليؤكّد على وجود فرصة حقيقية لحل ملف الأسرى والمفقودين، ولكن تهرّب حكومة نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى وممارسة التضليل والكذب من جانب الطبقة السياسية والعسكرية هو الذي يمنع تنفيذ الصفقة.
عائلات الجنود الأسرى على يقين بأن نتنياهو يكذب عليهم ويضللهم، وقد ارتكز خطاب القسام على تلك الحقيقة، مما يضع نتنياهو في موقف محرج، سواء بتهربه من مواجهة استحقاقات الخسارة التي مني بها جيش الاحتلال في غزة بما في ذلك تركه لجنوده في قبضة المقاومة، او من خلال كشف حقيقة التمييز العنصري الذي تمارسه دولة الاحتلال وعدم اهتمامها او حتى السؤال عن مصير الجندي الأثيوبي منغستو.
كتائب القسام هددت بأن ملف الأسرى لن يظل على الطاولة وقد يتم إغلاقه إذا استمرّت قيادة الاحتلال في المماطلة، ولكن هل هذا يعني أن المقاومة الفلسطينية ستترك آلاف الأسرى من الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟، طبعا الإجابة هي "لا" كبيرة، وقد لاحظنا ان نتنياهو نفسه تحدث عن نوايا لإعادة الأسرى ثم أتبع ذلك بالحديث عن الاستعداد لمواجهة جديدة في قطاع غزة، إذًا قضيتا الأمن والأسرى مرتبطتان.
"إسرائيل" تريد الهدوء والأمن ولكنها لا تستطيع تنفيذ تفاهمات التهدئة مع وجود جنودها في قبضة المقاومة، لأن الشارع الإسرائيلي لن يسمح لها بذلك، وكذلك عائلات الأسرى لا تستوعب أن يتم الشروع في رفع الحصار عن قطاع غزة وأبناؤهم لم يعودوا إلى "مغتصباتهم"، وبالمقابل استمرار الحصار والمماطلة الإسرائيلية في تنفيذ التفاهمات سيجبر المقاومة على التصعيد وقد ينضم العشرات من الأسرى الجدد إلى رفاقهمفي غزة، ولذلك فنحن نقترب إما من هدوء كامل وتبادل اسرى، او من حرب خاطفة تعجل فرض الهدوء وتبييض سجون الاحتلال من المعتقلين الفلسطينيين.