قال وزير خارجية البحرين إنه لولا الدعم الإيراني لحماس و"التنظيمات الجهادية" في قطاع غزة من ناحية مالية ولوجستية لكنا اليوم قريبين أكثر للسلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين.
إيران دولة إسلامية، ومن حقها أن تدعم القضية الفلسطينية بالشكل الذي تستطيعه، والأصل أن علاقة الدول العربية والإسلامية _بما فيها إيران _مع الكيان الإسرائيلي علاقة "عداء"، فالطارئ على المنطقة هو الكيان الإسرائيلي المعادي للأمتين العربية والإسلامية، لا يمكن لأحد أن يستغفلنا أو يحاول إيهامنا بأن وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة أمر طبيعي، ومن غير الممكن أيضا تحويل دولة إسلامية مثل إيران إلى عدو، وهذه حقيقة لا يجوز أن يغفلها وزير خارجية البحرين أو أي زعيم إسلامي أو عربي، وإن كانت هناك خلافات داخلية فهي كثيرة ولا تقتصر على خلافات الدول الخليجية مع إيران، فخلافهم مع قطر فاق كل تصور، وخلافاتهم مع تركيا أكبر وأكبر، وهذه خلافات مؤقتة لأنها تخضع لحساب الحكومات ولا علاقة لها بحساب الشعوب العربية والإسلامية.
غالبية الشعب الفلسطيني وكل التنظيمات المقاومة ترفض اتفاقية أوسلو والمبادرة العربية "للسلام"، وتعدها استسلاما للعدو الإسرائيلي، ومع ذلك أُعطيت منظمة التحرير الفلسطينية الفرصة الكاملة لتنفيذ أفكارها وخططها وحتى أوهامها وما حصدت إلا السراب بسبب التعنت الإسرائيلي فقط، وذلك بشهادة قادة منظمة التحرير والرئاسة وكبير المفاوضين. (إسرائيل) لا تريد السلام، ورمت حل الدولتين خلف ظهرها، حاصرت غزة وتعمل على تهويد القدس ليل نهار، تزرع المستوطنات في الضفة وتضيق على كل فلسطيني الخناق من أجل السيطرة التامة على القدس وأراضي الضفة الغربية، أليست هذه أسبابا حقيقية لاتهام دولة الاحتلال بتعطيل "عملية الاستسلام" أو "السلام" على حد وصف الواهمين؟.
الفلسطينيون أحرقوا "علم الاحتلال" على ثغور غزة، وكأنهم بذلك أحرقوا قلوب المطبعين من العرب، ولهذا كان الهجوم على فصائل المقاومة. الشعب الفلسطيني يرفض التطبيع، والشعوب العربية والإسلامية كذلك، ولذلك لن يهنأ المطبعون بتنفيذ أوهامهم، ولن تستبيح (إسرائيل) الدول العربية والإسلامية وإن نجحت في استباحة قصور زعماء عرب وعقولهم، فاليهودي المغتصب لا مكان له في الوطن العربي إلا في الحصون وخلف الأسوار، وفي مناطق خفية يتآمرون فيها مع المطبعين على الشعوب والأوطان، ونهايتهم معروفة وقريبة بإذن الله.