فلسطين أون لاين

تقدير موقف

التوتر الأمريكي الإيراني.. شأن إسرائيلي بامتياز!

يعتقد الإسرائيليون، ولعلهم محقون بذلك، أن تصاعد التوتر في الخليج، وتحديدا بين إيران والولايات المتحدة، يعد شأنا إسرائيليا بامتياز، ما دفعهم لطرح جملة من السيناريوهات العسكرية المتوقعة في حال قرار الولايات المتحدة مهاجمة إيران، ما يسرع من فرضية أن تدخل طهران و(تل أبيب) في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة.

هذا سيناريو ليس خياليا أبدا، بل قد يكون له أساس من الصحة، ولعلنا نذكر ما حصل في يونيو حين أسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية متطورة، وأوشك الرئيس دونالد ترامب أن يصدر تعليماته بمهاجمة إيران ميدانيا، لكنه في اللحظة الأخيرة اكتفى بمهاجمتها عبر تويتر.

هذه الفرضية تجعلنا نطرح في هذه السطور سؤالا نصه: ماذا سيحصل لـ(إسرائيل) لو أرسلت الولايات المتحدة صواريخها وطائراتها المكتظة بالقنابل الصاروخية، وألقت بها على المواقع الإيرانية؟

على الفور تذهب التقديرات الإسرائيلية في هذه الحالة إلى الساحة اللبنانية، في ظل وجود احتمال قوي بأن ينفذ حزب الله هجوما واسع النطاق باتجاه أهداف إستراتيجية في (إسرائيل)، ما يعني فتح جبهة عسكرية قتالية غير مباشرة بين إيران و(إسرائيل)، لأن إيران أنفقت في بناء قدرات الحزب عشرات المليارات من الدولارات، فقط من أجل استخدام صواريخه للرد على أي هجوم تتعرض له.

بل إن المحافل الإسرائيلية تزعم أن إيران تسيطر على قدرات الحزب بصورة شبه مطلقة ومحكمة، ويمكن النظر للصواريخ التي تنتشر في الدولة اللبنانية على أنها منظومة إيرانية بامتياز، الأمر الذي يرجح فرضية أن تصدر إيران تعليماتها للحزب إن تعرضت لهجوم أمريكي بمهاجمة (إسرائيل)، مع أن استمرار الضربات الإسرائيلية باتجاه الأهداف الإيرانية في سوريا كفيلة باندلاع مواجهة ما، وليس فقط الهجوم الأمريكي على إيران.

هنا يمكن التقدير أنه كلما زادت العقوبات الاقتصادية الأمريكية في خنق الدولة الإيرانية، ربما زاد ذلك من فرضية أن تكسر طهران قواعد اللعبة، وتصدر تعليماتها لمهاجمة الخليج العربي و(إسرائيل).

هذا يعني أن التهديد الحقيقي على (إسرائيل) هو ترسانة الصواريخ بعيدة المدى داخل لبنان، رغم أنه كلما كان مداها أكثر طولا وبعدا، كلما تمكنت المنظومات الدفاعية من إسقاطها، وهو ادعاء بحاجة لإثبات على الأرض.

أخيراً.. رغم هذه السيناريوهات الكابوسية لـ(إسرائيل)، فإنها تتابع بكل دقة كل ما يتحدث به الساسة الإيرانيون، لا سيما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، حين قال إن إيران لن تبدأ حربا، لكن في حال فرضت عليها فلن تكون قصيرة، وما دام هذا الدبلوماسي المخضرم يزن كل كلمة ينطق بها، فيجب التعامل معه بحذر، لأنه في حال استدرجت إيران إلى حرب، فستكون (إسرائيل) جزءا أساسيا من أي سيناريو متوقع.