يستعد الإثيوبيون في دولة الاحتلال "إسرائيل" إلى إطلاق موجة ثانية من المواجهات مع الحكومة الإسرائيلية بسبب عنصرية الكيان الإسرائيلي، المواجهات التي اندلعت قبل أيام أثرت بعض الشيء في الواقع الفلسطيني في إطار الشعور بالمظلومية والعنصرية الممارسة من جانب دولة الاحتلال إسرائيل، إلا أنه لا يوجد قواسم مشتركة يعتد بها للمقارنة بين ما يتعرض له الإثيوبيون من تفرقة عنصرية وبين الكارثة التي حلت على الشعب الفلسطيني بوجود الاحتلال منذ عام 1948.
الإثيوبيون قوة احتلالية مثلهم مثل اليهود الروس والفرنسيين والعراقيين والمغربيين، وغير هذا الكلام ضرب من الغباء والسذاجة. أن يستغيث الإثيوبي بفلسطينيي الداخل أو أن يكبروا ويهتفوا "تحيا فلسطين" فهذه سخافات لا حاجة لنا بها، الإثيوبي الجيد هو الإثيوبي الذي يعيش في وطنه "إثيوبيا" وخارج فلسطين، سواء كان نصرانيًا أو يهوديًا، أما الإثيوبي الذي يشارك في احتلال أرضنا ومحاصرتنا وقتلنا فهو إثيوبي سيئ وعدو لنا ولقضيتنا.
هناك نوع من الأشخاص يعتقدون أنهم هم أصحاب الرأي، ولا بد للناس والأحزاب والقيادات أن تأخذ بآرائهم، يعتقدون أن الحريات مطلقة والانتماءات السياسية خطيئة، لا فرق عندهم بين الحسنة والسيئة، أو بين الصواب والخطيئة، يخرجون علينا بين الفينة والأخرى بأفكار ونظريات غريبة يشجعهم على المضي في طرحها والإصرار عليها جمع من السحيجة ومن المتربصين بالشعب الفلسطيني وقضيته. بعض هؤلاء طرح في الأيام الأخيرة فكرة تسليم الجندي الإثيوبي المحتجز لدى كتائب القسام في غزة دون مقابل من أجل كسب الرأي العام وقلوب الإثيوبيين، ومنهم من قال من أجل دعمهم ضد العنصرية مقابل دعمهم لقضيتنا. هذا كلام لا يقوله إلا مختل عقليًّا أو شخص لديه مآرب سيئة. في المقابل كتائب القسام استغلت الأزمة الإثيوبية وعملت على تحريك قضية الأسرى مستغلة إهمال الحكومة الإسرائيلية للأسير الإثيوبي في غزة بخلاف اهتمامها بباقي الجنود الأسرى، وهكذا تكون المقاومة قد عملت لصالح القضية الفلسطينية وأسرانا في سجون الاحتلال.
في الختام أتمنى على فئة النرجسيين أو المعتلين نفسيًّا أن يكتفوا بنصح أنفسهم وأقاربهم وبنصح من حولهم، أما أصحاب الرأي فعليهم النصح دون إلحاح، ومحاسبة دون تسرع أو تحيز ودون أن تأخذهم العزة بالإثم أن اكتشفوا أنهم على خطأ.