فلسطين أون لاين

​الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين معارضة موحَّدة لـ"صفقة القرن".. هل يمكن استثماره

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:


الجولاني: ما زالت الفرصة قائمة لإنشاء التكتل والموقف الفلسطيني حجر الأساس

أبو العنين: اجتماع الأطراف الثلاثة على موقف موحَّد أمر نادر لا يجب تضييعه


دول عربية مختلفة استجابت للضغوط الأمريكية وحضرت "مؤتمر البحرين" الاقتصادي، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في وقت تحوم الكثير من المخاطر حول عنق القضية الفلسطينية، إذ تريد أمريكا و(إسرائيل) موقفًا ضمنيًا حتى لو كان إجباريًا لتصفية القضية الفلسطينية.

وبحسب مراقبين، فإن إفشال تكتل تصفية القضية الفلسطينية ليس سهلًا، لكن يمكن خلق تكتل ضد الموقف الأمريكي إذ ما استندنا إلى موقف الاتحاد الأوروبي الذي رفض بنود "صفقة القرن" ولا يزال مصرًا على الاحتكام لقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالقضية، فرغم أن الاتحاد حليف لأمريكا، إلا أنه انشق عنها فيما يتعلق بتهويد قضية فلسطين.

والتكتل المعارض لبنود الصفقة، يمكن أن يضم، وفق المراقبين، روسيا التي تدعم الحق الفلسطيني وكذلك الصين، وهذه الجبهة يمكن أن تستقطب دولًا إقليمية أخرى تحمي الحق الفلسطيني من التغول الأمريكي، لكن هذا يتطلب موقفًا فلسطينيًّا موحدًا وتحركًا سريعًا على المستويات العربية والدولية؛ لإفشال الصفقة، فهل يستطيع الفلسطينيون استثمار ذلك؟

موقف دولي

رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية عاطف الجولاني، يرى أن الموقف الدولي باستثناء الموقف الأمريكي متسمك بخيار "حل الدولتين"، وأن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ما زالوا يتمسكون بموقفهم السابق، منبهًا إلى أن إعلان الأمم المتحدة المشاركة بـ"مؤتمر البحرين" كان متأخرًا، وهو ما يعني أنه كان لديها تحفظات على المشاركة، وفق رأيه.

وقال الجولاني لصحيفة "فلسطين": إن ما سبق يوفر أرضية لبناء موقف مضاد؛ لمواجهة "صفقة القرن" التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مبينًا أن المطلوب بالدرجة الأساس من القوى الفلسطينية تنشيط تحركها على المستوى الدولي لاستثمار الوضع القائم، والتمسك بالموقف التقليدي في إيجاد تكتل واسع على المستوى الدولي وكذلك الإقليمي.

وأضاف أن هناك أطرافًا تتمسك بالمواقف التقليدية من القضية الفلسطينية، فيمكن إنشاء تحالف معها؛ لأن المواقف العربية خضعت للضغوط الأمريكية.

ولفت إلى أن مشاركة بعض الدول العربية بـ"مؤتمر البحرين" كان تجاوبًا للضغوط الأمريكية، مستدلًا على ذلك بالموقف العربي الرسمي المتمثل بجامعة الدول العربية الذي ما زال يتمسك بـ"مبادرة السلام العربية".

وحول إمكانية خلق تكتل ضد مخططات أمريكا، رأى الجولاني أن الأمر ليس سهلًا، لكنه في الوقت ذاته ليس مستحيلًا، إذ إن هناك توافقًا دوليًا مع الموقف الفلسطيني، ويوجد في الساحة الدولية قدرة على التحرك، وما زالت الفرصة قائمة لإنشاء التكتل رغم كل العقبات.

واعتبر عدم مشاركة الفلسطينيين بـ"مؤتمر البحرين"، ورفض الصفقة، حجرَ الأساس للمواجهة حتى لو وافقت كل الأطراف وقامت أمريكا والاحتلال بفرض إجراءات أحادية "فلا قيمة لأي اتفاقية توافق عليها أطراف عربية ولا يوافق عليها الفلسطينيون"، مؤكدًا أن وحدة الموقف الفلسطيني وتصلبه في رفض الصفقة يتيح المجال لنجاح التحرك على المستوى الدولي.

أمر نادر الحدوث

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي في جنيف، سامر أبو العنين، اجتماع الاتحاد الأوروبي مع الصين وروسيا على موقف موحد أمرًا نادر الحدوث، مضيفًا أن الاتحاد عادةً ما يكون حليفًا لأمريكا، لكن لاحظنا أنه انشق مرتين عن الموقف الأمريكي، الأولى عندما رفض التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران، والثانية معارضته لأي حل للقضية الفلسطينية بعيدًا عن الشرعية الدولية.

وقال أبو العنين لصحيفة "فلسطين": إن الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية ثابت بتأييد الحق الفلسطيني، وذلك تحديًا للموقف الأمريكي، موضحًا أن استثمار موقف الاتحاد يكون عبر بلورة موقف عربي موحد فيما يتعلق بالمقدسات وحقوق اللاجئين والتصدي للتوسع الاستيطاني.

وذكر أن الموقف الأمريكي ضعيف، ويحاول استغلال أي فرصة لتمرير الصفقة مستغلًا مشاركة دول عربية بـ"مؤتمر البحرين" لا تمثل إجماعًا عربيًا، معتقدًا أن الموقف الأوروبي بات أكثر نزاهة من مواقف بعض الدول العربية، وهذا يدلل أن الاتحاد لا يزال يتمسك بشرعية القانون الدولي، وهذا موقف يجب البناء عليه.

وبحسب أبو العنين، فإن البناء على الموقف الأوروبي يتعلق بمدى قدرة الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية على استثماره في دعمهم وتحريك الرأي العام لصالحهم "فالأوروبيون لا يعارضون بناء تنمية اقتصادية، لكن لا يريدون أن يكون الازدهار على أنقاض الحقوق والثوابت".