فلسطين أون لاين

تأجيل الانتخابات الإسرائيلية باللجوء للتصعيد العسكري

ثمانون يوما فقط تفصلنا عن إجراء الانتخابات الإسرائيلية المبكرة المقررة في أواسط سبتمبر، حيث بدأت تشهد تطورات سياسية وحزبية إسرائيلية داخلية متلاحقة، فضلا عن أحداث خارجية فلسطينية وعربية وإقليمية متسارعة، قد تترك تبعاتها وآثارها المباشرة على نتائج تلك الانتخابات.

اللافت أن الأسابيع الأخيرة شهدت جملة تصريحات وتسريبات للمحيطين برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تتحدث في القضايا الأمنية بصورة هستيرية، أكثر مما كان سابقا، هذا لا يعني أن الرجل يتشوق لحرب قادمة، لكنه في الوقت ذاته لا يلغي أي احتمالية، لأنه مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي القادم يشعر نتنياهو أن فرص نجاحه مجددا بالفوز ليست مضمونة.

هنا تتحدث الأوساط الإسرائيلية فجأة عن فرضية غريبة بأن يلجأ نتنياهو إلى تصعيد الوضع الأمني مع الفلسطينيين وسواهم بغرض تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر، على اعتبار أنه ليس لديه خطوط حمراء للحفاظ على حياته السياسية.

ربما تتعارض هذه الفرضية الخطيرة مع السمات الشخصية لنتنياهو، الذي بدا حذرا من أي مغامرات عسكرية، بسبب رغبته البقاء بمنصبه، لأنه يعلم صعوبة الخروج سليما معافى من حرب أو مواجهة عسكرية، حتى لو كان الجيش الإسرائيلي، الموصوف بالأقوى في المنطقة، يعمل تحت إمرته.

لكن ما قد يعزز ذلك الخيار غير المألوف على نتنياهو أن الأفق في طريقه بات مسدودا، والخيارات اختفت، وهامش المناورة أغلق، والطريق انتهى هنا، ولعل ذلك يفسر إكثار المقربين منه في الأسابيع الأخيرة من الحديث عن القضايا الأمنية والعسكرية بصورة مبالغ فيها، أكثر مما كان سابقا، بحيث إن التحذيرات من مغبة حدوث مواجهة عسكرية تزايدت رويدا رويدا في هذه الجبهة أو تلك.

هذا يعني أن إسرائيل قد تجد نفسها في ذروة حرب بأي لحظة ممكنة دون إنذار مسبق، لأن الاحتكاك الذي لا يتوقف في الجبهة الشمالية مع إيران وحزب الله قد يخرج عن السيطرة، سواء عن سابق إصرار، أو بسبب خطأ غير مقصود، مما قد يجر الوضع لمواجهة قاسية.

الأمر ذاته قد يتحقق في الجبهة الجنوبية في غزة، حيث يبدو حساسا وقابلا للاشتعال، وقد يلجأ نتنياهو لإخلاء الخان الأحمر في القدس، مما قد يشعل مواجهة ميدانية حامية مع الفلسطينيين.

بن كاسبيت، الصحفي الذي يضع لنتنياهو الكمائن والأفخاخ، يرى أن هذه المسلكيات الميدانية العسكرية مخالفة للسيرة الذاتية الخاصة به، لكن حين يتعلق الأمر بخطر محدق بمقعد رئيس الحكومة، وكذلك مصيره الشخصي، فلا يمكن تجاهل كل خيار من جدول الأعمال، مما يجعل الأيام الثمانين المتبقية لحين إجراء الانتخابات في سبتمبر حساسة ومقلقة.