فلسطين أون لاين

كوشنر ومدينة الأحلام المحتلة

استهلت ورشة العار في المنامة بكلمة لجاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره، ذاك الصبي جاء على عجل، تلا كلمته وكأنه "رجل آلي"، يخلو وجهه من التعابير، ولا تستطيع الحكم إن كان راضيًا عما يقوله أو غاضبًا، سعيدًا بالحضور الهزيل أم بائسًا، ومع ذلك فإن ما قاله لم يلقَ من الفلسطينيين إلا السخرية والاستهزاء والغضب ممن تجرأ وحضر من العرب.

وفي محاولة سخيفة للإدارة الأمريكية لإقناع الشعب الفلسطيني بمؤامرتهم تم عرض شريط فيديو بعنوان، "تخيل منطقة الشرق الأوسط مزدهرة"، وكذلك حاول كوشنر إقناع الجمهور الفلسطيني بكلماته الجامدة مثل وجهه، حيث قال: "تخيل مركزا سياحيا صاخبا في وسط غزة أو الضفة الغربية، تخيل أشخاصا يسافرون في أرجاء المنطقة بسلعهم بأمان وبرفاهية، ويمكن تحقيق السلام من خلال الطريق إلى تحسين حياة الناس والبحث عن الفرص بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين في الوضع الحالي".

الفلسطيني خياله واسع وآفاق تفكيره ممتدة أكثر مما يتصور كوشنر، ولكن كيف يريدنا أن نتخيل كل ذلك قبل أن نتخيل رفع الحصار بشكل تام ودائم عن قطاع غزة، أو قبل الانسحاب من غزة والضفة الغربية، بل كيف لنا أن نتخيل ذلك ونحن في ظل الأوضاع الحالية لا نتصور أن تزيل إسرائيل أي حاجز بين مدن الضفة إلا بالقوة.

من يريد ان يعطي الأمل لشعب واقع تحت الاحتلال عليه ان يقدم الوعود بإزالة الاحتلال أولا، أم أنه يريد أن يصنع جنة أوهام، أو بلد أحلام تحت الاحتلال؟

المشكلة أن جاريد كوشنر لا يعرف كيف يفكر الفلسطيني ويعتقد أن ما عرضه أشبه بالخيال، فهو لا يعرف أن من يقاوم الاحتلال لا يتخيل إلا النصر أو جنة عرضها السماوات والأرض، وليس مركزا صاخبا وسط غزة، وأنه من أمانيه مقاومة الاحتلال والانتصار عليه ثم إقامة دولة فلسطينية تحفظ له عزته وكرامته، وهذه أشياء من الصعب جدًا على كوشنر أو من حضر مؤتمر البحرين الخياني أن يتخيلها.

ختاما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لإخواننا في البحرين الذين ظهروا في صورة وهم يغسلون ويطهرون ساحة "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي" بعد أن وقف فيها صحفي إسرائيلي والتقط صورة تذكارية مستفزة عرضها في كل وسائل الإعلام، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الشعوب العربية المسلمة مع الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، أما الحكام ففي صف الباطل والتبعية لأمريكا.