فلسطين أون لاين

مؤتمر البحرين إحدى مراحل "صفقة القرن" ومواجهتها تتطلب مصالحة وطنية

...
غزة- صفاء عاشور:

تعيش القضية الفلسطينية هذه الأيام أسوأ الظروف التي يمكن أن تمر عليها بعد نكبة 1948، فالعالم بأسره أصبح يتكالب ويتصارع من أجل تصفيتها والانتهاء من القضية التي يأبى العالم إيجاد حل عادل لها.

وبدلًا من الإجماع على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، أجمع العالم بمشاركة الدول العربية على إنهاء القضية الفلسطينية من خلال صفقة توافق عليها الكل إلا فلسطين التي تقف وحيدة دون أي مساعدة.

ويعد مؤتمر البحرين التطبيق الفعلي على أرض الواقع للإعلان والبدء بتنفيذ بنود "صفقة القرن" على أرض الواقع، كما أكد أكاديميان من قطاع غزة، حيث أجمع كلاهما على أن الإعلان عنها لا يعني نجاحها أو تمكن أحد من فرض بنودها فعليًا.

تطبيق الصفقة

رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة د. غسان وشاح، أكد أن مؤتمر البحرين يأتي في سياق تطبيق خطوات الصفقة ضمن المرحلة القبل الأخيرة، التي ستشهد تطبيق كل شيء على أرض الواقع.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "القضية الفلسطينية هي أكبر خاسر ومتضرر من مؤتمر البحرين وصفقة القرن، ومن قراءتنا لهذا المؤتمر نرى أن صفقة القرن ومتطلباتها المادية ومصاريفها سيقوم بدفعها الجانب العربي".

وأضاف وشاح: إن "الشعب الفلسطيني عليه مواجهة الصفقة ومعارضة مؤتمر البحرين بكل ما أوتي من القوة وإعلان الإضراب في الأراضي الفلسطينية خطوة جيدة ولكنها تحتاج إلى خطوات أخرى لإفشال صفقة القرن".

وبين أن أول خطوة يمكن أن يقوم بها الجانب الفلسطيني هي تحقيق المصالحة، ورفع العقوبات التي تأتي في سياق "صفقة القرن" لإجبار الشعب الفلسطيني على القبول بها، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني بوحدته الجماهيرية وخطوات الكفاح السلمي أن يواجه الصفقة من خلال التواصل مع الجهات الدولية والشعبية وأعضاء البرلمانات في الدول الغربية.

وأعرب عن سعادته بموقف السلطة الفلسطينية المعارض للمشاركة في مؤتمر البحرين مستدركًا: "إلا أن الأمر بحاجة لخطوات أكبر من خلال تفعيل القضية في البرلمانات الدولية والغربية ومواجهة صفقة القرن إعلاميًّا وكشف ورقة التوت عنها وعن مؤتمر البحرين لكي يعرف كل العالم مدى الانتهاكات التي سيلحقها المؤتمر بحقوق الشعب الفلسطيني".

ما يحصل الآن هو أكبر جريمة ستلحق بالقضية الفلسطينية فهم يريدون أن يلغوا القضية من خلال عدد من الخطوات فنقلوا السفارة والآن الضفة تلفظ أنفاسها وتمت السيطرة على أكثر من ثلثي الأراضي وأعطوا الجولان لإسرائيل وبقيت قضية اللاجئين ويعملون على تصفيتها من خلال تصفية وكالة الغوث الشاهد الوحيد على حق العودة.

وشدد وشاح على ضرورة تفعيل الرأي العام العالمي وتفعيل رأي الجالية الفلسطينية والعربية والتواصل مع أحرار العالم، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الخطوات يمكن للشعب الفلسطيني القيام بها لمواجهة هذه الصفقة والمؤتمر.

وذكر أن الشعب الفلسطيني استطاع إفشال الكثير من المشاريع كما حصل في سنوات ماضية، وأنه إن وقف صامدًا وقويًا فلن تمر صفقة القرن.

تصفية القضية

من جانبه، أكد د. وليد المدلل أن صفقة القرن هي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية، وإنقاذ (إسرائيل) على حساب العرب، ومؤتمر البحرين يأتي لوضع اللبنات الأولى لبدء تنفيذ بنود صفقة القرن على أرض الواقع.

وقال المدلل في حديث لـ"فلسطين": "ما يتم الحديث عنه في مؤتمر البحرين هو ما تم الحديث عنه بخصوص السلام الاقتصادي الذي لم يتحقق سابقًا حتى يتحقق في الأيام المقبلة"، لافتًا إلى أن الأموال التي يتم الحديث عنها لن يستفيد منها الشعب الفلسطيني لعدم توافر المقومات اللازمة لما يتم الحديث عنه.

وأضاف المدلل: "الحديث عن حل اقتصادي بمنأى عن حل سياسي عبارة عن أحلام في الهواء، وأي حل للقضية الفلسطينية يكون باتجاه اقتصادي دون أي حلول سياسية سيكون عبارة عن أحلام لن تتحقق على أرض الواقع".

وبين أنه لطالما الاحتلال الإسرائيلي هو من بيده كل شيء، فهذا يفقد أي مشروع تنموي واقتصادي معناه وقيمته، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى المطالبة بإيجاد الحلول السياسية التي تقوم بكامل الحق بفلسطين الكاملة وسوى ذلك هو عبارة عن مبادرات لا قيمة لها.

وأوضح المدلل أن هذا المؤتمر هو للتطبيع العربي ولإعطاء (إسرائيل) وجود شرعي في المنطقة بعد أن كانت مرفوضة خلال العقود الماضية.

ونبَّه إلى أن هذه القضية بحاجة إلى حشد كل الأطراف الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة دون استثناء أي طرف من الأطراف، إضافة إلى حشد الأطراف الدولية بمختلف مسمياتها وحالاتها القانونية والإنسانية للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن.