فلسطين أون لاين

​تحليل: "الحراك الشعبي العربي" .. رسالة مهمة لرفض ورشة البحرين وصفقة القرن

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

يوماً بعد آخر تتعالى أصوات بعض الشعوب العربية الرافضة لصفقة القرن ومؤتمر البحرين المزمع انعقاده اليوم، خلافاً لحكوماتها الرسمية التي أعلن بعضها دعمه المطلق للولايات المتحدة الأمريكية والتطبيع مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

وقد انطلقت في بعض العواصم العربية تظاهرات شعبية واسعة دعماً للشعب الفلسطيني وقضيته، ورفضاً لعقد مؤتمر البحرين الذي وُصف بأنه "أولى خطوات تطبيق صفقة القرن"، علماً أن أنظمة عربية أكدت مشاركتها في المؤتمر دون الاكتراث لتداعياته الكارثية على القضية الفلسطينية.

وتبدأ مساء اليوم في العاصمة البحرينية المنامة أولى جلسات ورشة العمل الاقتصادية برعاية أمريكية، والتي قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنّها ستطرح خلالها الشقّ الاقتصادي من "صفقة القرن" الهادفة لإنهاء القضية الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن الحراك الشعبي العربي "مهم" لكنه لا يرقى لمستوى خطورة صفقة القرن وتداعياتها الكارثية على القضية الفلسطينية، داعين لضرورة تكثيفه خاصة بالتزامن مع عقد مؤتمر البحرين.

الباحث في الشأن الدولي د. مُشير عامر، رأى الحراك الشعبي العربي "جيدا" لكنه بحاجة إلى تكثيف، معتبراً تلك التحركات "دلالة على أن بوصلة تلك الشعوب لا تزال نحو القدس والقضية الفلسطينية.

وبيّن عامر خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن هذا الحراك يرسل رسالة "مهمة" للأنظمة أولاً والتي تسعى لحماية نفسها والبقاء في سدة الحكم، بأنها تقف مع الشعب الفلسطيني .

وعدّ عامر الحرك دلالة على أن "الشعب الفلسطيني ليس وحده يتصدى للمؤامرات، إنما هناك جزء من الأمتين العربية والإسلامية يصطف بجانبه".

وشدد على أنكل إشارات الرفض الفلسطينية والعربية والدولية تدل على أن كل محاولات تصفية القضية لن تمر ولن تنجح عن حرف بوصلة الشعوب عن قضية فلسطين التي تمثل قلب هذه الأمة.

واعتبر عامر الحراك العربي والدولي "رسالة واضحة بأن كل محاولات الأنظمة لترسيخ وجودها على حساب الشعب الفلسطيني لن تنجح في تمييع القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أن الدلائل على الأرض تشي بأن ورشة البحرين "ولدت ميتة".

تحرك ضعيف

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن الحراك الشعبي على المستويين العربي والدولي الداعم للقضية الفلسطينية "ضعيف"، مشيراً إلى أن التحرك يكون موسمياً في بعض الدول وأخرى لا تتحرك مُطلقاً.

وقال عوكل لصحيفة "فلسطين": "رغم أنه لم يبقَ أحد في هذا الكون لم يعرف صفقة القرن وخطورتها على القضية الفلسطينية، إلا أن الحراك الشعبي العربي لا يرقى للمستوى المطلوب حتى الآن".

وأرجع سبب ضعف الحراك الشعبي العربي، إلى الصراعات الدموية الداخلية التي تواجه الكثير من الدول العربية، وهو ما أدى إلى جعل قضية فلسطين ليست الأولى.

أما السبب الثاني وفقاً لعوكل، هو الانقسام السياسي الفلسطيني الذي قسّم معه الحراك الشعبي العربي ما بين مؤيد لغزة وآخر للضفة.

واستبعد أن يؤثر الحراك الشعبي العربي على انعقاد ورشة المنامة، خاصة في ظل إصرار الولايات المتحدة على انعقاده واستخدام سياسة الترغيب والترهيب مع بعض الدول العربية، للمشاركة في المؤتمر.

بينما يرى المحلل السياسي سعادة ارشيد أن الحراك الشعبي في الخارج "جيد" لكنه غير كافٍ مقارنة مع خطورة صفقة القرن.

ورأى ارشيد خلال حديثه مع "فلسطين"، أن هناك تراجعا في الحراك الشعبي نتيجة حالة الاحباط التي تُخيم على كثير من البلدان العربية، بفعل الأزمات الداخلية التي تمر بها، واستمرار الانقسام الفلسطيني.

وعدّ مؤتمر البحرين "خطوة من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مطالباً الشعوب العربية بالضغط على حكوماتها المتواطئة والمنسجمة مع الإدارة الأمريكية بأن تتخذ موقفاً أكثر جدية تجاه ما تمر به القضية الفلسطينية.