فلسطين أون لاين

تقدير موقف

تراجع التمثيل الإسرائيلي في قمة البحرين

يوم واحد يفصلنا عن قمة البحرين الاقتصادية، التي أصبح من المتعارف عليه أنها الشق الاقتصادي من صفقة القرن الأمريكية، وسط تحضيرات تجري على قدم وساق، بين واشنطن والمنامة والرياض وتل أبيب، وهي المعنية أساسا بانعقادها، مع بعض عواصم الإقليم.

اللافت في زحمة التحضيرات أن التمثيل الإسرائيلي للقمة الاقتصادية آخذ بالتراجع من شخصيات وزارية رفيعة المستوى كما كان مقررا، إلى درجة أقل، سواء من شخصيات اقتصادية أو مسئولين سابقين.

لا يعرف حتى اللحظة سبب تراجع التمثيل الإسرائيلي في قمة البحرين، بعد أن بلغ التحمس الإسرائيلي ذروته، من خلال مباهاة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإرسال وفد رفيع المستوى إلى المنامة، وكذلك وزيري الخارجية يسرائيل كاتس والمالية موشيه كحلون.

المعلومات الشحيحة التي ترشح من بعض دوائر صنع القرار في تل أبيب تفيد بأن تخفيض الحضور الإسرائيلي في قمة البحرين جاء بناء على طلب أمريكي، حيث لا ينوي البيت الأبيض توجيه دعوات لشخصيات إسرائيلية رسمية لحضور القمة، بزعم أن تحافظ القمة على طابعها الاقتصادي، ولا تأخذ جانبا سياسيا، مما قد يزيد في استفزاز الفلسطينيين والعرب المعارضين أساسا لهذه القمة، في حين تحدثت أوساط إسرائيلية أخرى أن القرار اتخذ بالتنسيق بين تل أبيب وواشنطن.

مرة أخرى، ما زلنا في طور التقدير والتخمين وليس المعلومة الدقيقة، لكن طالما أن الحضور سيطغى عليه نخبة من رجال الأعمال والتجار وأصحاب المشاريع من مختلف جنسيات المنطقة، دون حضور سياسيين، فربما بدا من الأولى دعوة رجال أعمال إسرائيليين للمشاركة بهدف المحافظة على أقل مشهد سياسي في القمة.

في حين تحدثت محافل أخرى أن عدم دعوة سياسيين إسرائيليين لقمة البحرين جاء بناء على ضغوط فلسطينية، وريما بحرينية، طلبت من واشنطن تخفيض مستوى المشاركة الإسرائيلية، مما دفع الأمريكان لعدم توجيه دعوة رسمية لوزراء إسرائيليين، والاستعاضة بدعوة رجال أعمال وشخصيات إسرائيلية.

جاء لافتا أن يتم دعوة الجنرال يوآف مردخاي المنسق السابق لشؤون الأراضي الفلسطينية في وزارة الحرب، والناطق العسكري السابق باسم الجيش الإسرائيلي، مع أن دعوته للقمة ليست عفوية، فهو يرتبط بشبكة علاقات وثيقة مع عدد من الدول العربية في المنطقة.

قمة البحرين التي ستنعقد لمدة يومين ستشهد إلقاء خطابات وعرض خطط هدفها تحسين الظروف الاقتصادية ومستوى الحياة في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة طواقم عمل اقتصادية، بما فيها طواقم إسرائيلية وعربية، لكن ذلك لا يقلل من أهمية تخفيض التمثيل الإسرائيلي في هذه القمة، مما يقلل من مخرجاتها المتوقعة، في ظل مقاطعة فلسطينية رسمية.