فلسطين أون لاين

اجتماع لبناني- فلسطيني ضد "صفقة القرن"

مسؤول لبناني: المشروع الأمريكي مضيعة للوقت وتوطين الفلسطينيين سيفشل

...
بيروت - فلسطين أون لاين

أكد رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة، أن اللبنانيين والفلسطينيين يرفضون استبدال الحل السياسي للقضية الفلسطينية بالمشاريع الإنمائية وقادرون مع المواقف العربية الأخرى على إفشال مخطط التوطين الذي هو أحد بنود صفقة القرن.

ودعا منيمنة في لقاء مع صحيفة "الحياة" إلى اجتماع لمجموعتي العمل اللبنانية والفلسطينية من أجل اتخاذ موقف مشترك حيال "صفقة القرن" عشية اجتماع البحرين الذي ستطرح فيه مشاريع إنمائية واقتصادية في إطار هذه الصفقة.

وفيما قرر لبنان عدم حضور مؤتمر البحرين الاقتصادي، رأى منيمنة أن من الطبيعي ألا يشارك لبنان في هذا الاجتماع لأنه الخطوة العملية الأولى لصفقة القرن، حيث سيبحث تمويل مشاريع في الضفة الغربية وبعض دول الجوار، كرشوة لخداع الفلسطينيين عبر وعود بتوفير حياة أفضل لهم من طريق التنمية الاقتصادية مقابل تخليهم عن حقوقهم السياسية.

وهذا أمر مكشوف لجميع العرب وللفلسطينيين خصوصا لا سيما أن ممولين ورجال أعمال فلسطينيين من داخل فلسطين المحتلة ومن خارجها رفضوا المشاركة في المؤتمر على الرغم من أنّ بعضهم يقيم في أميركا وأوروبا، هذا بالإضافة إلى رفض السلطة الفلسطينية حضور هذا المؤتمر.

وعلق منيمنة على التسريبات التي نقلتها "رويترز" أمس، عن بعض جوانب الخطة التي يطرحها مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير حول مشاريع ببلايين الدولارات، في البنى التحتية في الأراضي الفلسطينية وفي دول الجوار، وخصوصا مصر والأردن ولبنان.

وقال: "من البداية كان واضحا أن مشروع (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) يهدف إلى استبدال الحل السياسي بالمشاريع الإنمائية من أجل تغييب الحقوق السياسية للفلسطينيين وتقديم إغراءات اقتصادية بديلة لهذه الحقوق. ومن المستحيل أن يقبل الشعب الفلسطيني بذلك وكذلك الشعوب العربية قاطبة".

أضاف منيمنة: "الشعب الفلسطيني يناضل منذ 70 سنة لاستعادة حقوقه في أرضه، ولن يتخلى عنها والدول العربية مجمعة على قرار قمة بيروت بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والتي عادت قمة مكة التي انعقدت آخر الشهر الماضي فأكدت عليها، وبالتالي فإن كل المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني من أجل استبدال هذه الحقوق بالإغراءات الاقتصادية الوهمية لن تمر على المستوى السياسي".

واعتبر منيمنة أنه "على الرغم من أن محاولات الإدارة الأميركية ستستمر في محاولة فرض تصورها هذا لإلغاء الحقوق السياسية للفلسطينيين وما تنص عليه المواثيق والقرارات الدولية".

واستدرك: "إلا أن هذه المحاولات ستكون مضيعة للوقت لن يقبل به ليس فقط الشعب الفلسطيني بل كافة الشعوب العربية التي لمست في الأشهر الماضية أن صفقة القرن تأتي ضمن توجه يستهدف حقوقا عربية أخرى من خلال ما شهدناه من تجاوز للحقوق الوطنية والسيادية للشعب الفلسطيني عبر تشريع المستوطنات في الضفة الغربية، وللشعب السوري عبر الاعتراف الأميركي بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل، في وقت نسمع عن الاستعدادات الإسرائيلية لضم المزيد من أراضي الضفة الغربية بدعم أميركي للسيطرة الإسرائيلية عليها".

مخاطر التوطين

وعن مدى جدية المخاوف اللبنانية والفلسطينية من أن "صفقة القرن" تهدف إلى توطين الفلسطينيين في دول اللجوء، قال منيمنة: "نحن في رأينا أنه في كل مرة طرح التوطين سابقا لم يكن الأمر جديا، وكان له علاقة بسياسات محلية وتناقضات لبنانية وبتوجهات شعبوية أحيانا، لكنها المرة الأولى وعبر ما سمي صفقة القرن نرى شبح التوطين يطل في شكل حقيقي".

ورأى منيمنة أن ما يعزز هذه المخاوف أن كل خطوات الإدارة الأميركية الحالية يصب في هذا الاتجاه وعلى رأسها التوجه نحو إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ووقف إدارة ترامب منذ أكثر من سنة دفع حصتها من تمويل الوكالة والتي تبلغ 370 مليون دولار سنويا.