حذر مدير مستشفى العيون الدكتور عبد السلام صبَّاح، من أن آلاف مرضى العيون وجرحى حرب الإبادة في قطاع غزة، مهددون بفقدان البصر بفعل استهداف المنظومة الطبية وحصارها، وعدم توافر العلاجات، والمنع الإسرائيلي الذي يحول دون نقلهم للعلاج في الخارج.
ويتراوح عدد هؤلاء بين 4000-5000 مريض، حسبما أفاد صبَّاح في مقابلة حوارية مع صحيفة "فلسطين"، وهم يواجهون مصيرًا مجهولاً ومهددون بفقدان البصر بشكل كلي أو جزئي في عين واحدة أو كلتا العينين، من بينهم حالات تعاني مضاعفات بسبب الإصابة في الحرب، وأخرى بسبب عدم إدخال العلاجات الدوائية.
كما حذر من أن فقدان البصر بالنسبة لهؤلاء لن يكون مؤقتًا، ولا توجد وسيلة لإعادته بعد ذلك.
وأكد أن انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي تركت تداعيات خطيرة على مرضى العيون، بعدما طالت المقدرات الخدماتية الخاصة بوزارة الصحة، وخاصة مستشفى العيون الذي تعرض للاستهداف المباشر عدة مرات إبَّان حرب الإبادة.
وأشار إلى أن مستشفى العيون والكائن في حي النصر، شمال غرب مدينة غزة، خرج عن الخدمة تمامًا خلال الحرب بفعل الاستهداف المباشر خلال الحرب التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وامتدت سنتين.
وبين أن وزارة الصحة استطاعت تأهيل مستشفى العيون جزئيًا، وفتحت أبوابه مجددًا أمام المرضى وجرحى الحرب في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

لكن المعضلة الحقيقية التي تواجه المستشفى -وفق صباح- برزت مع تحطيم ممتلكاته في الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة غزة أكثر من مرة؛ آخرها سبق إعلان وقف إطلاق النار يوم 10 أكتوبر 2025.
وبين صباح أن جيش الاحتلال تعمد تدمير البنية التحتية في المستشفى، والمولدات التي تمده بالكهرباء، وكذلك أجهزة طبية ومقدرات اخرى تم العبث في قسم العمليات المركزية.
وترك ذلك تداعيات خطيرة على مرضى العيون وجرحى الحرب، في وقت يمنع فيه الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الجراحية والمستهلكات الطبية والعلاجية، ومنع وصول الأجهزة الجراحية الخاصة بعلاج هذه الفئة من المرضى، وفق صباح.
ونبه مدير مستشفى العيون إلى أن ذلك أدى إلى تفاقم معاناة مرضى العيون، وحال دون القدرة على علاج العديد من المصابين بأمراض عينية مزمنة من بينهم أشخاص يعانون من ارتفاع في ضغط العين، يؤدي لاحقًا إلى تآكل عصب العين في حال عدم علاجه.
وكشف عن أن المستشفى، والذي يعد مركزيًا في علاج مرضى العيون في قطاع غزة، لم يتبقَ لديه ما يكفي لعلاج المرضى، أو حتى إجراء عمليات جراحية مستعجلة، ما يجعل الكثيرين منهم مهددين بفقدان البصر.
وأكد أن المستشفى بحاجة إلى أجهزة طبية لإجراء عمليات جراحية، خاصة بمرضى المياه البيضاء، والحول، والشبكية، وكذلك المصابين بارتفاع ضغط العين الذين لا تستجيب حالاتهم للعلاجات الدوائية.
وأوضح أن أكثر من 2400 مريض عيون على قوائم الانتظار، بحاجة عاجلة إلى إجراء عمليات جراحية لتحسين القدرة البصرية لديهم.
وعدد صبَّاح الحالات المرضية التي تؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه ويتعامل معها مستشفى العيون، ومنها مرضى المياه البيضاء، والقرنية، والشبكية، وارتفاع ضغط العين، وجميعهم معرضون لفقدان البصر حتمًا في حال استمر حصار (إسرائيل) للمنظومة الطبية.
أما فيما يتعلق بالتعامل مع مرضى العيون من الذين أصيبوا بنيران جيش الاحتلال في حرب الإبادة، قال: "نواجه مشكلة كبيرة في التعامل مع هذه الفئة، بفعل تدمير الأجهزة الطبية، ونعمل في نفس الوقت على استخراج الشظايا، وتنظيف الجروح العينية وإغلاقها، واستمرار عملنا يرتبط بتوفير الإمكانيات والمستهلكات الطبية."
وأشار كذلك إلى عدم توافر الإمكانيات الطبية الخاصة بجراحة شبكية العين، وخاصة ما يتعلق بالسائل الزجاجي، واستخراج الشظايا الغريبة من داخل العين بسبب تدمير الاحتلال أربعة أجهزة طبية كانت مخصصة للعمليات داخل مستشفى العيون.
وشدد مدير المستشفى في حديثه، على ضرورة تحويل غالبية مرضى العيون إلى خارج قطاع غزة لتلقي العلاج المناسب وإجراء العمليات اللازمة، لكن التحكم الإسرائيلي بمعابر غزة يحول دون إكمال علاج هؤلاء، ولم يتمكن إلا عدد قليل من السفر خارج غزة.
كما بين أن وفود طبية متخصصة في طب العيون، زارت غزة ومنعها الاحتلال من جلب أي مستهلكات طبية وجراحية، ولم يتمكنوا من إجراء عمليات تلبي احتياجات الحالات المرضية بغزة.

