فلسطين أون لاين

​"صفقة القرن" امتداد لـ"سايكس بيكو".. والتخاذل الرسمي مقابل حماية "العرش"!

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تبدو الأنظمة العربية منذ لحظة الإعلان الأمريكي طرح خطة تسوية للمنطقة، في حالة ارتباك رسمي، فمعظمها تلتزم الصمت أو تنوب عنها الولايات المتحدة في إعلان مشاركتهم في "صفقة القرن" أو "ورشة البحرين"، في حين تتحرك الشعوب حيثما أتيحت لها الفرصة للتعبير عن رفض التطبيع والصفقة والورشة البحرين، بحسب مفكر وبرلماني.

المفكر اللبناني معن بشور يرى أن الأنظمة العربية لا سيما تلك التي اندفعت للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تعيش حالة إرباك شديد، فمن جهة تواجه ضغوطًا من أمريكا التي تعدها الضامن الأساسي لعروشها، ومن جهة أخرى تواجه رفضًا شعبيًّا متزايدًا ضد كل ذلك.

وقال بشور لصحيفة "فلسطين": إنه لم تصدر موافقة عربية واضحة تعلن انضمامها أو تأييدها لـ"صفقة القرن"، وفي الوقت نفسه نلاحظ أن واشنطن أعلنت أن دولًا عربية ستشارك في "ورشة البحرين"، ما يعني أن النظام العربي الرسمي بمعظم رؤوسه يواجه إرباكًا في التعامل مع الصفقة.

ولفت إلى أنه رغم ادعاء تلك الأنظمة الدائم بتبني الموقف الفلسطيني، فإنها انقسمت رغم موقف الفلسطينيين الرافض للصفقة، "لذا يجب أن نحتاط من تزايد الضغوط الأمريكية على أطراف الأنظمة من أجل المشاركة بالصفقة".

وحول دور الشعوب العربية في التأثير في الأنظمة، يعتقد أنها تتحرك حسب ما تتاح الفرصة لها للتعبير عن رفض الصفقة والتطبيع وورشة البحرين، مشيرًا إلى هبة التونسيين لرفض السياحة التطبيعية مؤخرًا، وكيف يحضر المغاربة لمظاهرات كبرى، ويرفع الجزائريون علم فلسطين جنبًا إلى جنب مع علمهم، وكيف يتحرك العراق واليمن وتركيا وإيران ولبنان لمواجهة الصفقة.

وأشار بشور إلى عقد مؤتمرات مختلفة للأحزاب والقوى السياسية العربية؛ لمواجهة "صفقة القرن"، وإصدار الأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية في الوقت نفسه نداء لكل أعضائها لأن يكون يوم 25 يونيو/ حزيران الجاري يوم غضب في العالم العربي.

وبشأن تأثر القضية الفلسطينية بفقدان عمقها العربي، قال: إن فلسطين إذا استهدفت استُهدف من خلالها العمق العربي كله والأمة العربية والإسلامية، وإن فقدان فلسطين سيشكل ضربة قاسمة لكل أبناء الأمة العربية.

ورأى أن المعركة تجري اليوم بين معسكر السيطرة العنصرية الصهيونية ومعسكر التمرد على هذه الهيمنة، لذلك تجتمع كل القوى في كل معسكر لمواجهة الطرف الآخر، محذرًا من أن فقدان القضية الفلسطينية يعني فقدان الأمة لعنصر وحدتها وتماسكها وهويتها، وأن الدفاع عن فلسطين دفاع عن المصالحة والكرامة والهوية العربية.

امتداد لتفكيك المنطقة

من جهته، عدّ النائب في البرلمان الأردني منصور مراد "صفقة القرن" امتدادًا لاتفاقية "سايكس بيكو" التي قُسم من خلالها الوطن العربي، مضيفًا: "ها هي اليوم تستعد أمريكا لبناء شرق أوسط جديد عبر تدمير دول وبناء أخرى مجزأة صغيرة".

وأكد أن "صفقة القرن" تقوم على إعادة تفكيك الدول العربية، مردفا أن مرحلة "سايكس بيكو" قسمت المنطقة واحتُلت من خلالها فلسطين، ثم جاءت بعدها الصفقة لخدمة الدول الاستعمارية، التي تتحدى مشاعر الأمة بعد أن فشلت أمريكا في الوصول لـ"حل الدولتين"، وسيدفع ثمن ذلك كله الشعوب العربية والشعب الفلسطيني والدول التي بدأت تنهار.

وأضاف أن "الأنظمة والحكام العرب يعتقدون أن الأوطان شركات لهم ولحلفائهم، وهم ضد وحدة الأمة العربية، درسوا في مدارس الغرب والولايات المتحدة وهمهم أن تبقى عروشهم، ويشاركون الشركات الكبرى ومراكز رأس المال في نهب الشعوب وإفقارها، فلا يهمهم قضية الشعب الفلسطيني ولا مسألة تفكيك الدول".

وتابع: "واضح أن مشروع صفقة القرن يهدف لتدمير المنطقة، فبعد تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن، ها هم يدمرون السودان والجزائر، لذا تعتقد تلك الأنظمة أن الاحتلال رافعة لهم"، لافتًا إلى أن فلسطين بوصلة الأمة العربية والإسلامية وأن التخلي عنها يعني التخلي عن الأرض والقضية المركزية للأمة.

ويعتقد النائب الأردني أن أمريكا تحمي الديكتاتوريات العربية الحالية مقابل خدمة سياسة الاستعمار ونهب الثروات العربية، وتفكيك الهوية الوطنية والهجوم على الإسلام والدين، تحت ذريعة الحداثة والدولة المدنية من خلال الأفكار التي يحاول زرعها الغرب، بطريقة تداول السلطة في الوطن العربي، وليس عن طريق برنامج ومشروع وطني تقيمه الأحزاب العربية.