فلسطين أون لاين

هذه أسباب الاستياء الإسرائيلي من رد الفعل الأمريكي على إيران

بدا التوتر الأمريكي الإيراني في الأيام الأخيرة كما لو كان حدثاً إسرائيلياً داخلياً بامتياز، في ضوء بحث تبعاته المتوقعة عقب استياء (تل أبيب) من عدم رد واشنطن على طهران، ما تسبب بظهور أمريكي مخيب للآمال.

تتعدد أسباب الاستياء الإسرائيلي من طي صفحة تصعيد الخليج دون توجيه رد أمريكي حاسم على طهران، لعل أولها أن السيناريوهات الشائعة في السابق حول القيام بحملة جوية أمريكية مركزية تنفذ عملية جراحية معقدة تسفر عن تدمير البنى التحتية النووية الإيرانية خلال ساعتين يحيط بها كثير من الشكوك وعدم الدقة.

ثاني هذه الأسباب أن بقاء (إسرائيل) جانبا تتفرج على هذا المشهد العسكري الأمريكي الإيراني، دون تورط، وفق ما يروج عدد من السياسيين في (تل أبيب)، تقدير يفتقر للحقيقة، في ظل حالة الاستنفار العسكري التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، وصورة التأهب السياسي والدبلوماسي التي أبدتها الحكومة الإسرائيلية.

سبب وجيه ثالث يجعل خيبة أمل (إسرائيل) واقعية ومنطقية من نتائج التوتر الأمريكي الإيراني، أن رد الفعل الأمريكي الفاتر تجاه إيران قد يسفر عن تصعيد في المنطقة، لأنه في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن، فإن الأولى قد تذهب لسيناريو التحرش بـ(تل أبيب) من خلال أذرعها في المنطقة.

سبب رابع أن رد الفعل البارد الذي صدر عن إدارة ترامب قد يدفع الإيرانيين لزيادة استهدافهم لناقلات النفط في مضيق هرمز، والصعود خطوة جديدة في التصعيد الحاصل، لأن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نظيرتها الإيرانية وصلت لقناعة بأن ترامب ليس بوارد الدخول في حرب مع طهران، ولذلك تذهب معه لاتباع سياسة شفا الهاوية.

السبب الخامس يذهب باتجاه أن هناك تقديرا إسرائيليا بدأ يتصاعد في تل أبيب، وهو أن ترامب يريد التعامل مع إيران بالسلوك ذاته الجاري مع كوريا الشمالية، فهو يهدد ويتوعد، ولكن في اللحظة التي يبدأ فيها تشغيل محركات الطائرات يعود للمطالبة بالمفاوضات السياسية، ويطبق القاعدة القائلة "أمسكوا بي".

كل هذه الأسباب مجتمعة، وسواها، يضاف إليها التأكد الإسرائيلي أن إيران لديها منظومات جوية قادرة على وضع صعوبات أمام (إسرائيل) والولايات المتحدة في حال حانت ساعة توجيه ضربات لقواعدها الصاروخية، فضلا عن أوجه الشبه الكبيرة بين تعامل واشنطن مع طهران بتعامل (تل أبيب) مع غزة، لا سيما بعد سقوط صواريخ على (تل أبيب)، وإعلان حماس أن السبب هو البرق غير المقصود، ما قد يجعلها تعاود تكرار هذا "الخطأ غير المقصود"، ما يعني إمعانا في تحدي (إسرائيل)، كما تحدت إيران الولايات المتحدة.