ما تفتأ (إسرائيل) تعرب عن قلقها من وحدات الكوماندو البحرية لحماس التي نجحت بتطوير قدرات إستراتيجية، في ضوء الآثار العالقة في ذاكرة الإسرائيليين بعد عملية التسلل لشاطئ زيكيم شمال قطاع غزة خلال حرب 2014.
وتشير هذه الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى أنه منذ انتهاء تلك الحرب وسعت حماس إمكانياتها القتالية البحرية، وأنفقت مبالغ مالية ودربت مقاتلين، ورفعت وتيرة استخدامها لقدراتها البحرية، مما يدفع الجيش لإجراء تحقيقات ميدانية معمقة، وإبداء اليقظة والحذر على طول الشواطئ.
يراقب الإسرائيليون تدريبات غطاسي حماس على طلقات سريعة في البحر، لتنفيذ تفجيرات عالية الجودة ضد المراكب، وتشغيل سُفن تحمل متفجرات، مع استشهاديين ودونهم، والانتقال من البحر إلى البر وبالعكس، في خلايا منظمة، وإطلاق قذائف مُضادّة للدروع من الساحل نحو البحر باتجاه العُمق الإسرائيلي.
خشية (إسرائيل) الكبرى من غواصين يحاولون التسلل تحت السفن لميناء أسدود، ومحطة الطاقة ليضعوا عبوات ناسفة، ومن التدريبات الكثيرة للبحرية الإسرائيلية، يبدو أنها تعطي أهمية كبيرة لتدريب مقاتليها لمواجهة غواصي حماس.
تزعم (إسرائيل) أن غزة تعج بالصيادين، يعملون بهذه المهنة منذ سنوات، ويفهمون لغة البحر، ويعرفون مهارات السباحة، وسرعان ما يتحولون لمقاتلي كوماندو مهرة، وحاول الفلسطينيون في السنوات الماضية تحدي البحرية الإسرائيلية بتفجير بعض الزوارق، بتزودهم بإمكانيات تقنية وحماية فعالة، للعثور على أي أنشطة لحماس في قلب البحر، وإحباطها.
ورغم أن إ(إسرائيل) غيرت سياستها على الجبهة البحرية، لكنها لم تنجح بمنع الهجمات كلياً، فالفرضية السائدة لدى الجيش أنه لا يمكن إغلاق المجال البحري نهائياً، مما يتطلب منها مواجهة التهديدات الفلسطينية من ساحل البحر وابتداع أفكار من خارج الصندوق، باتخاذ قرارات عسكرية حاسمة ومناورات يومية.
وكشفت (إسرائيل) إن إحدى وحداتها العسكرية المكلفة بحماية المستوطنات على حدود غزة، تركز على الشواطئ البحرية المحاذية، لمواجهة تنامي القدرات العسكرية البحرية لحماس بالتصدي لها، بزعم استغلالها مهنة الصيد لتنفيذ عمليات عسكرية، بالعمل فوق الماء وتحته، كالتسلل للمناطق الإسرائيلية من خلال الشواطئ الغزية.
وتقوم الوحدة بعمليات رصد وتحرٍ وتعقب أمني عملياتي على طول الحدود البحرية لغزة، من شمالها إلى جنوبها، وتتصدى لكل من يحاول استغلال حرفة الصيد على بعد تسعة أميال لتنفيذ مهام عسكرية.
إن أحد المخاوف الإسرائيلية المتصاعدة يكمن في أنه على طول شواطئ غزة يعمل 1500 قارب، وقد يخترق قارب واحد هذه الأعداد من القوارب والصيادين، وينفذ عملية تفجيرية باتجاه أحد الطرادات البحرية الإسرائيلية، أو موقع استراتيجي في عرض البحر، أو على أحد شواطئ (إسرائيل) ، ومثل هذه العملية تخطط لها المنظمات الفلسطينية، وربما لديها القدرة على تنفيذها!