تابعت الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية عن كثب التطورات الميدانية في مصر عقب وفاة الرئيس محمد مرسي، وسط تقديرات بإمكانية اندلاع مواجهات ميدانية في شوارع مصر، ما سيشكل تحديا للسلطات المصرية، على اعتبار أن يوم الجمعة القادم سيكون يوم اختبار حقيقي لها، بسبب الصلاة في المساجد، ما سيدفع النظام إلى تعزيز قواته الأمنية في المدن المصرية الكبرى.
لقد راقبت المحافل الإسرائيلية في الساعات الأخيرة التبعات المتوقعة لوفاة مرسي على الأحداث في مصر، في ظل المعلومات الأمنية المتوفرة بأن أنصار وعناصر جماعة الإخوان المسلمين قد يبادرون إلى تنفيذ عمليات احتجاجية؛ غضبا على وفاته، رغم أن النظام المصري سيعمد لزيادة عدد قواته الأمنية؛ لمنع اندلاع أي أحداث أمنية جديدة.
ورغم أن الانطباع السائد في إسرائيل بأن العسكر المصريين يمسكون بزمام الدولة المصرية، وينجحون في كبح جماح معارضيهم، لكن في حال أدت وفاة مرسي إلى اندلاع مظاهرات شعبية عارمة، فإن إسرائيل ستعد ذلك تحديا أمنيا، لا تعلم كم سيكون النظام المصري قادرا على التعامل معه.
الموقف الإسرائيلي المترقب من تبعات وفاة مرسي لا بد أن يعيد إلى الأذهان الموقف ذاته من فوزه في الانتخابات الرئاسية في مثل هذا الشهر من عام 2012، وسط تقديرات سادت أوساط الأمن الإسرائيلي بأنه ينوي إعادة النظر في اتفاق السلام معها، وإرسال المزيد من القوات العسكرية المصرية إلى شبه جزيرة سيناء.
هذه المخاوف الإسرائيلية دفعتها آنذاك للمسارعة بتفعيل أدواتها الدبلوماسية، وغيرها من الوسائل السرية والعلنية، من أجل الإطاحة بمرسي، وإقناع الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك أوباما بعدم معارضة هذه الخطوة.
اعتقدت المحافل الأمنية الإسرائيلية حينها أن بقاء مرسي آنذاك في الحكم، يعني أن تقع نتائج أمنية كارثية على إسرائيل، من أهمها: المساس خلال وقت قصير بالتنسيق الأمني الهادئ مع مصر، وتصاعد احتمالات تسوية الخلاف بين مصر وحماس في قطاع غزة، ورفض مصر السماح لسفن الصواريخ الإسرائيلية بعبور قناة السويس التي استغلت في الأعوام الماضية في محاربة محاولات تهريب السلاح من السودان إلى غزة، وتبريد حقيقي لاتفاق السلام، وتقدير فوز الإخوان المسلمين في أي انتخابات قادمة.
ربما تنظر إسرائيل إلى وفاة مرسي، هذا الحدث الجلل، بأنه أتى تصويباً لانتكاسة أمنية وسياسية كبيرة؛ تمثل بصعوده إلى الحكم، ما أسفر عنه انقلاب في مشهد التحالفات الإقليمية؛ فصدقت توقعاتها؛ وانتقلت مصر من الحليف الوثيق إلى الخصم التدريجي؛ حتى جاءت الإطاحة بمرسي، ومن ثم وفاته، لتشكلا حدثا تاريخيا شربت فيه (إسرائيل) وحلفاؤها نخب الانتصار .