فلسطين أون لاين

​تطلعات فلسطينية شعبية لإسقاط ورشة صفقة القرن في البحرين

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

مع اقتراب انعقاد ورشة صفقة القرن في البحرين نهاية الشهر القادم، وتهافت الأنظمة العربية على المشاركة فيها، دون الاكتراث لتداعياتها الكارثية على القضية الفلسطينية، يُصر الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم على الخروج في مسيرات رافضة لها.

ومن المقرر أن تعقد الورشة الاقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة في 25 و26 من الشهر الجاري، حيث تستعرض خطة التسوية الأميركية بالشرق الأوسط عبر ما يُعرف "بالسلام الاقتصادي" كأحد مقدّمات "صفقة القرن".

وتحت مسمى "الحملة الشعبية لإسقاط مؤتمر البحرين"، أطلق فلسطينيون فعالياتهم المختلفة لرفض الورشة بكل مدخلاتها ومخرجاتها، ودعوا لعدم حضورها، مزامنين ذلك بخطوات عملية تبدأ بمواقع التواصل الاجتماعي، وتتجسد على الأرض في مسيرات، ودعوات لإعلان الإضراب الشامل، والتواصل مع العرب والغرب لنبذ الأمر.

وبحسب مراقبين، فإن استمرار الحراك الشعبي الرافض للورشة يُوصل رسالة "مهمة" للأنظمة العربية والمجتمع الدولي، مفادها عدم القبول بتمرير ما تُسمى "صفقة القرن" وأي حلول اقتصادية بدلاً من السياسية.

ويرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن الحراك الشعبي يعكس إرادة شعبية وطنية فلسطينية متكاملة، بغض النظر عن الاختلافات السياسية، ووحدة الموقف الوطني الفلسطيني الشعبي في مواجهة صفقة ترامب التصفوية وورشة البحرين.

وعدّ أبو رمضان خلال حديثه مع "فلسطين"، استمرار الحراك يُشكّل رسالة واضحة للنظام الرسمي العربي الحالي، بأن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته رافض للورشة.

ولم يستبعد أن يؤخَذ هذا الرفض بعين الاعتبار لإعادة النظر في طبيعة القرارات التي اتخذتها بعض الدول بخصوص مشاركتها في الورشة.

وقال: "يُمكن أن يُشكل استمرار الحراك الرافض، رافعة وإمكانية لعقد لقاء وطني فلسطيني يضم كل الفصائل، للتأكيد على رفض الشعب الجماعي لصفقة ترامب التصفوية للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها القدس والاستيطان".

كما يُرسل هذا الحراك والكلام لمحسن، رسالة للمجتمع الدولي بأن الحلول الاقتصادية والمشاريع الاقليمية لن تكون مقبولة لدى الشعب الفلسطيني على حساب حقوقه الوطنية.

وشدد على ضرورة تكثيف الحراك، حتى يستطيع التأثير على المستوى الإعلامي وصناع القرار على المستويات المحلية والدولية والاقليمية، مطالباً بعقد مؤتمرات شعبية بمشاركة القوى السياسية رفضاً لصفقة ترامب وورشة البحرين.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة، مع سابقه، مؤكداً على أهمية الحراك الشعبي في مواجهة المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها صفقة القرن وورشة البحرين.

ورأى أبو شمالة خلال حديثه مع "فلسطين"، أن تعبير الشعب الفلسطيني عن رفضه لعقد الورشة "رسالة مهمة" للمشاركين فيها، كونه الطرف الأساسي ولا يُمكن أن يكون هناك وصايا عليه من أي طرف يريد التنازل عن حقوقه وثوابته الوطنية.

وشدد على ضرورة تصعيد الحراك الشعبي في كل الأراضي الفلسطينية، قائلاً: "يجب أن يدفع الاحتلال ثمن أي مؤامرة تُحاك ضد الشعب الفلسطيني، من خلال تفعيل المقاومة بجميع أشكالها".

وأكد أبو شمالة على ضرورة وقف التنسيق الأمني ولقاء الاحتلال، والتوجه نحو توحيد الصف الفلسطيني لمجابهة صفقة القرن، مشدداً على أهمية حالة الإجماع الوطني خاصة عند تشكيل قوة فلسطينية رافضة للورشة ومخرجاتها.

وأوضح أن خروج الشعب الفلسطيني بالتزامن مع انعقاد الورشة والاحتكاك مع الاحتلال سيوصل رسالة بأن الورشة "فاشلة" والشعب قادر على إجهاضها.