فلسطين أون لاين

زيادة التوتر الأمني بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية المبكرة

يبدأ العد التنازلي للانتخابات الإسرائيلية المبكرة في أواسط سبتمبر القادم، وسط تقديرات بأن هذه الفترة الانتقالية التي تعيشها إسرائيل خلال المائة يوم القادمة إلى حين إجراء الانتخابات الجديدة ستشكل مرحلة اختبارات أمنية وعسكرية في عدة جبهات متوترة، سواء في سوريا أو لبنان أو الأراضي الفلسطينية.

من الواضح أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة في التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية، مما يشير أن إيران وحلفاءها في الجبهة السورية تشد الحبل أكثر مما سبق، دون كسر قواعد اللعبة، فيما ترفض إسرائيل حتى اللحظة تغيير المعادلة القائمة، الأمر الذي قد يترك آثاره على التطورات الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة.

يعتقد الإسرائيليون أن المحور الإيراني المكون من سوريا وحزب الله وإيران يحاولون في هذه المرحلة إيجاد معادلة جديدة على الأرض للعلاقة مع إسرائيل، والهدف يكمن بمنع طيرانها من تجديد استهدافاته للأراضي السورية، والتوضيح لها أن ذلك سيجبي منها ثمنا باهظا، لأننا أمام عملية إستراتيجية تشمل إطلاق قذائف صاروخية موجه.

هذا يعني أن الوضع القائم قد يشجع إيران وحلفاءها على إطلاق قذائف مشابهة نحو مناطق إسرائيلية مأهولة بسلاح أكثر دقة، ورغم هذا التوتر، فلا تتوفر أمام إسرائيل نوايا إيرانية بتعمد كسر قواعد اللعبة كليا.

مع العلم أنه في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من داخل المناطق السورية، فإن إسرائيل قد ترفع مستوى ردودها من خلال البحث عن مزيد من أدوات الضغط الإضافية، أو اللجوء لوسائل أخرى، كي تتأكد من وصول الرسالة للقصر الرئاسي السوري.

بالانتقال إلى تأثير التطورات الحاصلة في الجبهة الشمالية مع سوريا على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، فإن الفصائل الفلسطينية تنتظر تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة ومن سيترأسها، ويبدو أن الفلسطينيين في غزة سيحتاجون من إسرائيل والوسطاء في مصر وقطر والأمم المتحدة توضيحات حول تأثير حل الكنيست، والتحضير للانتخابات الجديدة على مستقبل التفاهمات الإنسانية المتفق عليها في أكتوبر الماضي.

هنا يمكن التقدير الأولي، بأنه إن لم تحصل الفصائل على التوضيحات المطلوبة، فقد ترى إسرائيل في قادم الأيام تصعيدا عسكريا على حدود القطاع،بإطلاق القذائف الصاروخية نحو العمق الإسرائيلي، لأن الوضع الاقتصادي في القطاع لم يتحسن بعد، رغم أنه انتعش قليلا بفعل الأموال القطرية ومشاريع التشغيل التي تعهدت بها الأمم المتحدة، وسنكون في أيام الجمع القادمة على موعد من الاختبارات على حدود القطاع عبر المظاهرات الأسبوعية.

أخيراً، هذه كلها جملة امتحانات ستخوضها إسرائيل خلال المائة يوم القادمة أمام غزة وحماس وإيران وسوريا وحزب الله، بالتزامن مع عشية اقتراب العد التنازلي لإعلان صفقة القرن، وربما تأجيل إعلانها.