قال ديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال " إسرائيل" إن من حق " إسرائيل" أن تضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية إليها وليس كافة الأراضي، وقال أيضا إن الإدارة الأمريكية لن تنشر خطتها بشأن السلام " صفقة القرن" في حال كانت ستشكل ضررا اكبر من النفع المرجو منها وانه يتم التنسيق بشأن الخطة مع عدة دول عربية .
في الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن لأي مسؤول او جهة أن تتخذ قرارا داخليا غير مستند الى الدستور أو عدم التقيد بالآلية الصحيحة لإصداره، ولكن عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية ومصالح دولة الاحتلال فأي صعلوك امريكي يمكنه التحدث حسب اهوائه ضاربا بعرض الحائط كل ما تم وضعه من قوانين وقرارات سواء عبر الامم المتحدة او مجلس الأمن او أي مؤسسة او منظمة دولية. يقول إن من حق "إسرائيل" ان تضم بعض الأراضي وليس كلها، وهو بذلك لم يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ولكن إلى قرارات أمريكية سابقة مثل قرار بوش الابن الذي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بالسيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية في خطابه الشهير عام 2004.
الفلسطينيون مجمعون على بطلان كافة القرارات الأممية المتعلقة بتقسيم فلسطين ومنح أي شبر منها لليهود، وهم يرفضون من الأساس اتفاقية أوسلو، وان استطاعت دول غربية زرع الكيان الإسرائيلي في الوطن العربي وعلى الارض الفلسطينية فإن تلك الدول عجزت عن جعله كيانا طبيعيا متعايشا مع الشعوب العربية والإسلامية، فوجود الكيان مهدد منذ نشأته، والأمن والاستقرار لم ولن يتحققا، لا في الحاضر ولا في المستقبل.
يقول فريدمان إن خطة صفقة القرن لن يتم نشرها ان كان ضررها اكبر من نفعها، وهذا كلام قد يفهم بطريقتين، الاولى استمرار الخداع والتضليل الامريكي لبعض زعماء العرب والشعب الفلسطيني، والثانية بداية للتراجع الأمريكي عن الخطة المزعومة بعد الإصرار الفلسطيني على رفض الخطة من قبل الكل الفلسطيني، شعبا وقيادة، وما يؤيد هذا الاحتمال هو إعلان البحرين بأنها مجرد مضيف لورشة العار الاقتصادية وليست شريكا بها، وهذا يشير إلى الخزي الذي يشعر به كل من يخضع للضغوط الأمريكية للمشاركة في المؤامرة على القضية الفلسطينية، ولذلك لا يجب ان نكتفي كفلسطينيين بمحاربة ماقد يحدث في البحرين أو غيرها مما يتعلق بصفقة القرن ولكن لا بد من محاربة ما تماقترافه سابقا كإقامة السفارة الامريكية في القدس الشريف.