فلسطين أون لاين

صاعق الانفجار القادم في المسجد الأقصى

تتوافق الأوساط الإسرائيلية أن الوضع الأمني في الحرم القدسي من شأنه أن يشعل المنطقة، فالتوتر الذي يشهده بين حين وآخر يشبه فتيلا ينتظر الصاعق الذي يفجر الأراضي الفلسطينية، من خلال اندلاع المزيد من التوتر الميداني بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إن ما حصل في الأيام الأخيرة يذكرنا من جديد أن مسالة الحرم القدسي حساسة ومتفجرة، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية لا تقوم بما عليها لمنع الانفجار القادم، لأن من يحدد السياسة العامة للدولة شخص واحد ما زال منشغلا في الانتخابات أكثر من أي ملف آخر، وهو بنيامين نتنياهو.

ما زال الحرم القدسي يعد صاعقا ذا فتيل قصير، وقد اندلعت أحداث الأيام الأخيرة في توقيت إشكالي غير متوقع بسبب أجندة العام، فنحن في الأيام الأخيرة من رمضان، والفلسطينيون أحيوا يوم القدس العالمي للمسلمين، وهي مناسبات تذكرنا أن حبل الصاعق يقصر يوما بعد يوم.

كان من الواضح أن سبب التوتر الأخير بالحرم القدسي يعود إلى سماح الشرطة الإسرائيلية لليهود باقتحامه، مع أنها في سنوات ماضية منعتهم من اقتحامه في شهر رمضان، خاصة في أيامه العشرة الأخيرة، لكنها هذا العام، ورغم الأحداث المزدحمة سمحت لهم.

ما من شك أن اندلاع هذه الأحداث في ذروة حقبة انتخابات حامية، يرفع من مستوى التوتر والاحتكاك بين الجانبين، مع العلم أن هناك خلافات بين الشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" لا يدركها الكثيرون في مسألة السماح لليهود باقتحام الحرم، أو منعهم، فالشاباك لا يفضل المخاطرة بإفساح المجال أمامهم لاقتحام الحرم، لأنه مسئول عن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ورؤيته التقييمية للحدث وتبعاته أوسع من الشرطة.

أما الشرطة فيقتصر دورها على منطقة القدس فقط، وربما تغامر بالذهاب بعيدا في أخذ نسبة من المخاطرة، وقد حصل هذا التباين سابقا في مسألة البوابات الالكترونية والكاميرات، وجاءت النتائج قاسية عقب اندلاع مواجهات ساخنة في الحرم أعقبها توتر في العلاقة مع الأردن، دفعت نتنياهو للتراجع عن قراره.

سبب آخر لا يقل أهمية في نشوب التوتر الأخير في الحرم القدسي، وهو أن الشرطة تابعة كليا لوزير الأمن الداخلي الليكودي المتطرف غلعاد أردان، الذي يعيش حملة انتخابية حامية الوطيس، الأمر الذي يجعله متساهلا في السماح لليهود باقتحام متكرر للحرم القدسي.

صحيح أن موجة التوتر الأمني في ساحات الحرم انتهت قبل يومين، لكن يتوقع لها أن تعود مجددا في قادم الأيام، وقد تتسع هذه الأحداث، وتزداد سخونة، وهي مناسبة لتذكيرنا بأن مسألة الحرم القدسي حساسة وساخنة، وكفيلة بقلب الأوضاع رأساً على عقب!