فلسطين أون لاين

​جاءك العيد يا غزة

...
(صورة أرشيفية)
غزة- نبيل سنونو

تستقبل غزة العيد "بالأحضان"، وترسم ملامحه وتفاصيله في ابتسامات الكبار والصغار، فهي لم تعتد إلا إثبات ذاتها، وأن تحيا حياة تليق بما صبرت وصمدت.

في أسواقها وشوارعها وأزقتها وبيوتها حتى فوق ركام المباني التي دمرها الاحتلال، تعزف غزة ألحان الأمل والحرية في انتظار "عيد التحرير".

ذكريات

"شكِّل بإيدك"؛ هذه هي الجملة الدارجة على ألسنة بائعي الشوكولاتة التي تكاد تنطق فرحًا بعيد الفطر السعيد، ويفرشها البائعون على بسطاتهم وفي محالهم التجارية.

وإذا كان مقصد البائعين جذب المشترين لتنويع اختياراتهم من الشوكولاتة، فإن الأخيرة بألوانها الزاهية وأشكالها الفاخرة قادرة على ذلك.

ونادى أحد البائعين حتى بُح صوته أملًا في استقطاب أكبر عدد ممكن من المشترين، الذين ودّ لو أنهم أقبلوا عليه واشتروا ما لديه دون استثناء.

وتذكر الشوكولاتة العديد من الكبار بماضيهم عندما كانوا صغارًا، وكيف لم يمر عيد دون أن "يكتنزوا" أكبر قدر منها إما في بطونهم أو جيوبهم.

وترتبط بذلك الفرح الكامن في نفوسهم، كيف لا وهي رمز للبهجة بحلول العيد الذي انتظروه طويلًا، ولا تقل كواليس هذا المشهد تشويقًا عن عادات أخرى كتحضير ملابس الأطفال الجديدة ليلة العيد وتعليقها قرب أسرتهم، والنوم مبكرًا حتى يطلع الصبح سريعًا.

ولا يستقيم العيد دون الشوكولاتة التي بات تقديمها للضيوف عادة لا غنى عنها.

زيارات

بعناية ينتقي الناس ما سيرتدونه في العيد، وقد يستغرق الأمر يومًا كاملًا، زد على ذلك أو انقص قليلًا، ليتمكن أحدهم من اختيار ملابسه، وهو يتفقد ويتمعن ويتفحص بضاعة تلو أخرى على امتداد المحلات التجارية.

ويبدو ذلك كما لو أن ثمة منافسة ستحتدم لاختيار "الأكثر أناقة"، لاسيما في صفوف الأطفال والفتية.

ودون جدوى سعت إحدى السيدات إلى إقناع طفلها بشراء "طقم" من الملابس، وقد تسمر في مكانه مصممًا على أن هناك ما هو أفضل، ما يعني أنه سيضطرها إلى قضاء المزيد من الوقت في السوق.

ويستعد الغزيون مع حلول العيد لجولات مكوكية من الزيارات التي يجهزون لها الملابس الجديدة، وأحيانًا العيديات التي يقدمونها حسب المستطاع.

أما الزيارات فهي تشمل إلى جانب صلة الأرحام ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الذين لا يغيبون أبدًا عن خطبة العيد، في فلسطين التي لا تزال تقبع تحت آخر احتلال في العالم.

ألعاب

تهيأ الأطفال الذين يقطنون في شوارع تنصب فيها الأراجيح والألعاب لقضاء إجازة ممتعة في عيد الفطر.

وجرت العادة على توفير هذه الأراجيح التي يستطيع الأطفال التمتع بها بأسعار رمزية، إلى جانب ركوب الحصان الذي بات وسيلة يتبعها بعضهم أحد مظاهر الاحتفال.

حتى إن لم يتوافر ذلك، فإن الأطفال اعتادوا ابتكار ما يثبتون به أنهم يعيشون العيد.

وتحمس أحد الأطفال أمام أحد محال بيع الألعاب وسط مدينة غزة العتيقة، قائلًا لـ"زميله" في السن: "العيد قرب، حضر حالك نشتري كل هادي الألعاب من عيديتنا"، فتبسم البائع متمنيًا تحقق ذلك.