تأسست دولة الكيان الصهيوني على أرضنا الفلسطينية على الاستيطان، ويعد عماد وجود الصهاينة حيث بدأ الصهاينة بالاستيطان على أرضنا قبل تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، في حين كان للمستوطنات دور إجرامي في القتل والتدمير والإبادة في حرب نكبة عام 1948م ؛ وحسب مصادرنا التاريخية فإن بداية الاستيطان الصهيوني اليهودي على أرض فلسطين يرجع إلى عام 1855م وذلك عندما استطاع الثري اليهودي (منتيفيوري) شراء قطعة أرض في مدينة القدس، أقام عليها في عام 1857م، وفي عام 1860م اشترى اثنان من الصهاينة اليهود قطعتي أرض في فلسطين، الأولى قرب أراضي قالونا والثانية حول بحيرة طبرية، وفي العام نفسه 1860م تم بناء أول 20 سكنة لم تشغل إلا في عام 1862م، وبعد ذلك أقامت جمعية الهيكل الألماني بعض المستوطنات في فلسطين، وخاصة في يافا وحيفا، وفي عام 1878م، وتمكنت مجموعة من يهود القدس -بعد حصولهم على دعم من الخارج- من الاستيطان في السهل الساحلي وتأسيس مستوطنة (بتاح تكفا) على جزء من أراضي ملبس قرب يافا، وتواصل بكثافة بناء المستوطنات وتسكين الصهاينة على أرضنا إلى أن أصبح تعداد المستوطنين أكثر من (700) ألف مستوطن وآلاف الوحدات الاستيطانية.
وقد شكلت المقاومة الفلسطينية وصواريخها خطرا كبيرا على وجود المستوطنات حيث تتعرض المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة لخطر الوجود وتبذل الحكومة الصهيونية جهودا كبيرة وتصرف موازنات فائقة بهدف تثبيت وجود مستوطنات غلاف غزة، وتشجيع الصهاينة على السكن حيث تنفذ حكومة (نتنياهو) هذه الأيام مشاريع تحصين مستوطنات غلاف غزة خشية من صواريخ المقاومة الفلسطينية خاصة صواريخ (الكورنيت).
ومنذ بداية العام الجاري وتحديدا في شهر شباط/فبراير الماضي قامت الحكومة (الإسرائيلية) ببناء جدار على طول السياج الأمني مع قطاع غزة على طول(65 كم) وارتفاعه ستة أمتار، وربما ينتهي العمل فيه أواخر هذا العام، في حين سيكون الجدار مكونا من عائق تحت الأرض، إضافة إلى سياج مرتفع فوق الأرض بما يشبه السياج الذي تم تشييده على الحدود مع مصر.
وبحسب المصادر الإعلامية العبرية فقد شرعت الآليات والجرافات التابعة لجيش الاحتلال في وضع سواتر ترابية بمحاذاة إحدى المستوطنات والكيبوتسات في غلاف غزة، وذلك خشية التعرض لصواريخ (الكورنيت) المضادة للدروع والدبابات، وذلك عقب استهداف فصائل المقاومة آلية مدرعة بصاروخ موجه خلال التصعيد الأخير على قطاع غزة، وتحدثت وسائل الإعلام العبرية أن أعمال التحصين تأتي بالمناطق المكشوفة والقريبة من السياج الأمني كجزء من العبر المستخلصة من تعرض مركبة لصاروخ موجه قرب كيبوتس (إيرز) خلال موجة التصعيد الأخير، وستعمل الحكومة الصهيونية على بناء جدار إسمنتي مزود بوسائل تكنولوجية، وذلك حماية مسار القطار الذي يمر بشكل مكشوف، قبالة الجزء الشمالي من قطاع غزة.
وحسب وسائل الإعلام الصهيونية فهناك عمل كبيرا على مواصلة بناء الجدار الأسمنتي على الحدود مع غزة خاصة بعد أن ظهر القطار في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" خلال استهدافها مركبة عسكرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع خلال التصعيد الأخير، وقد وضعت وزارات المواصلات والأمن ومكتب رئيس الحكومة في الكيان ميزانية مالية تصل، نحو 28 مليون دولار لبناء الجدار.
إن الحكومة الصهيونية لا تدخر جهدا في دعم مستوطنات غلاف غزة فقد أظهر تقرير (إسرائيلي) نشرته صحيفة (هآرتس) العبرية أن ثلث ميزانية وزارة الإسكان في الكيان تذهب لدعم البناء الاستيطاني، وفي السابق وزير الإسكان الصهيوني عن دعم المستوطنات الواقعة في غلاف غزة وتوسعة رقعتها الجغرافية، بمخطط يكلف (134) مليون شيكل، حيث سيتم بناء مشاريع كبيرة وأخرى سكنية للمستوطنين الجدد والعمل على استيعاب مستوطنين جدد وتعتمد الخطة على تنمية مستوطنات الجنوب من خلال المساعدة على زيادة الاستيطان فيها وترغيب السكان بالسكن فيها،
إن مستوطنات غلاف غزة تمثل حلقة الضعف الأبرز في أي معركة ميدانية يخوضها الكيان مع قطاع غزة وهناك معلومات (إسرائيلية) أن المقاومة الفلسطينية تمتلك ما لا يقلّ عن ثلاثة آلاف صاروخ آخر في حوزة المقاومة في غزة، ثلثاها لمدى يبلغ (20) كيلومتراً، وبضع مئات صواريخ لمدى (40) كيلومتراً، وربما (100) صاروخ لمدى يصل تل أبيب وأبعد.
إذا يواجه الكيان الصهيوني تحديات كبيرة بخصوص مستوطنات غلاف غزة، حيث تضع المراكز الحكومية ومؤسسات صناعة القرار في الكيان خططا إستراتيجية لتوفير الأمن والأمان في المستوطنات ودعم المستوطنين فيها خشية من تفريغ هذه المستوطنات وهدمها وتحويلها إلى أرض وساحات خالية وبالتالي تمثل ضربة كبيرة لمنظومة الأمن في الكيان وضربة كبيرة للمشروع الاستيطاني الصهيوني على أرض فلسطين.