فلسطين أون لاين

وقد انتهت الاحتفالات الإسرائيلية.. ماذا بعد؟

في الوقت الذي تزداد فيه الانتقادات الإسرائيلية ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه يبدي ضعفا واضحا تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة، ويتجاهل الواقع المعقد الذي تحياه إسرائيل بسبب هذه السياسة، فإن هناك مزاعم تقابلها بقدرته على استخدام الوضع في غزة لخدمة سياساته.

اليوم، مع انتهاء حفل الأغنية الأوروبية في الساعات السابقة، فإن مرحلة حرجة جدا ستمر من العلاقة المتوترة بين إسرائيل وغزة، ويعود الهدوء الذي تحقق في الأيام الأخيرة، وبفضله تم تمرير مهرجان يوروفيجين.

هذا الهدوء أمام غزة تم تمريره من خلال جهود الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الذين ينفذون سياسة نتنياهو طويلة الأمد أمام الفلسطينيين، لكن إسرائيل ما زالت تعيش أزمة خطيرة مع غزة، تجعلها تواجه في كل أسبوع شركا أو فخا توشك أن تقع فيه.

صحيح أن مهرجان اليوروفيجين مضى بهدوء كما هو مخطط له، وهنا قد يشرب قادة الأمن الإسرائيليين نخب الإنجاز الذي حققوه، وبفضله استطاعوا أن يلتقطوا نفسا طويلا، لكنهم في الوقت ذاته يتحضرون لمواجهة تنتظرهم هناك مع غزة.

إن منظومة العلاقة الحساسة مع الفصائل الفلسطينية والاعتبارات الدقيقة تجاهها، وضعت مهرجان يوروفيجين كمحطة أخيرة تظهر فها إسرائيل مكشوفة أمام الضغوط والابتزاز، وبعد انتهاء المهرجان ستكون أمام فصل صيف طويل مليء بالمناسبات والاحتفالات، لكنها أقل حساسية بالنسبة للفلسطينيين الذين يحملون أسلحتهم بانتظار تلقي الأوامر.

لقد مرت إسرائيل بموسم الانتخابات، واعتقدت الفصائل الفلسطينية حينها أن بإمكانها أن تبتز نتنياهو لكي تحقق مطالبها، لكنه استخدم سياسة العصا والجزرة، وتم إمضاء الانتخابات بهدوء، وكذلك اليوروفيجن.

لقد تمكن مبعوثو نتنياهو من إدارة مزيد من الوقت مع الفصائل الفلسطينية، وشراء الزمن أمامها، رغم مطالبات الجمهور الإسرائيلي بتنفيذ اغتيالات، ورؤية دماء الفلسطينيين، لكن إسرائيل أدارت هذه الأزمات المتفاوتة بين حين وآخر من خلال التواصل مع قطر صاحبة الشق المالي، ومصر صاحبة الاتصالات مع الفصائل.

لكن اللافت أن قطر ومصر اللتين تجريان مباحثات مع حماس وإسرائيل، لا تتحدثان في الوقت ذاته مباشرة مع بعضهما البعض، وسيبقى الفلسطينيون يطالبون بمزيد من التسهيلات في غزة، وإلا فإنهم سيشعلون الأرض، رغم قدرة إسرائيل على تجاوز تهديداتهم.

صحيح أن إسرائيل نفذت أجندتها الزمنية المختلفة: الانتخابات البرلمانية المبكرة، وإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، ومهرجان الأغنية الأوروبية، من خلال هدوء أمني مثالي، لكن إسرائيل في الوقت ذاته تعلم أن الاندفاع للحرب مع الفلسطينيين أمر ليس سهلاً، لأنه لن يحل المشكلة أمامهم، حتى لو تخلل ذلك إعادة احتلال غزة، فمشاكلها بحاجة إلى حلول مزدوجة، قد تكون القوة أحد مركباتها، وليس كلها.