لم يبقَ أمام محمد أبو نحل وعائلته المكونة من ستة أفراد، سوى الاعتصام أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للمطالبة بإعادة تأهيل وإعمار منزله المدمر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014.
وفشلت كل محاولات أبو نحل (45 عامًا) في توفير أجرة المنزل المستأجر الذي يقيم فيه، بديلًا عن منزله المدمر في أبراج الندى أقصى شمال قطاع غزة، بعد توقف "الأونروا" عن صرف بدل الإيجار له ولعشرات من أصحاب البيوت المدمرة كليًا خلال عدوان 2014.
ومنذ 26 يومًا على التوالي، يواصل أبو نحل، ونحو 70 عائلة بينهم نساء وأطفال، من أصحاب المنازل المدمرة، اعتصامهم المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بوكالة الغوث الدولية للمطالبة بإنهاء معاناتهم.
تراكم الديون
ويشير أبو نحل، إلى أنه ولعدم تمكنه من سداد ما تراكم عليه من ديون لصاحب المنزل المستأجر، اضطر صاحب المنزل لطرده والحجز على عفشه، لحين سداد ما تراكم عليه من ديون.
ويلفت أبو نحل، إلى أن حياته انقلبت رأسًا على عقب بعد طرده وأسرته من المنزل المستأجر وعدم مقدرته على توفير أجرة لصاحب المنزل المتراكمة عليه والتي تقدر بنحو ألف دولار أمريكي.
ويقول أبو نحل لصحيفة "فلسطين": "بعد أن وجدت نفسى وأسرتي في الشارع، لجأت إلى الاعتصام المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية في وكالة الغوث للمطالبة بإعادة تأهيل وإعمار منزليالمدمر، إلى جانب عشرات الأسر التي ضاقت بها الحياة".
ويؤكد أن اعتصامه إلى جانب أصحاب المنازل المدمرة، مستمر ولن يتوقف دون إنهاء أزمتهم، مستغربًا أسباب تأخر إعادة إعمار منزله المدمر في أبراج الندى.
بدل الإيجار
بدوره، أكد المتحدث باسم المعتصمين محمد الغرباوي، أن نحو 70 عائلة لا تزال تواصل اعتصامها لليوم الـ26 على التوالي أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بالوكالة.
ويقول الغرباوي، وهو أحد المعتصمين: "إن الأهالي لن يغادروا مقر الأونروا دون إنهاء معاناتهم"، واصفًا أوضاعهم بالمأساوية جراء طردهم من منازلهم المستأجرة وعدم قدرتهم على توفير أدنى احتياجاتهم.
وبين أن من بين المعتصمين نساء وأطفال وكبار بالسن، يعانون أوضاعا نفسية سيئة خاصة وأنهم في شهر رمضان المبارك، في ظل عدم مقدرتهم على تدبر احتياجاتهم، وتوفير مكان سكن يجمعهم.
وأشار إلى أن أصحاب المنازل المدمرة من المعتصمين في مقر "الأونروا" تلقوا وعدًا من مدير عام المكتب التنفيذي للوكالة حكم شهوان، بزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم خلال زيارته المرتقبة إلى القطاع، وإيجاد حلول تنهي معاناتهم.
ويأمل أصحاب المنازل المدمرة، أن تعيد الوكالة صرف بدل الإيجارات المتوقفة منذ أحد عشر شهرًا، وتعيد إعمار منازلهم كي يلتم شملهم من جديد.
وأكدت وكالة الغوث في بيان صحفي، تعقيبًا على الاعتصام، أنها لا تملك حاليا الميزانية اللازمة لتغطية دفعات بدل الإيجار، لكنها ستواصل دعوة المانحين وكذلك الحشد للحصول على المبالغ اللازمة لتغطية ذلك.
وبينت الأونروا في بيان لها، أن بعض منازل المحتجين تخضع حاليًا لإعادة التأهيل، بينما ينتظر البعض الآخر على قائمة الانتظار، "وفي حالة توفّر الموارد لمزيد من الدعم، فإن الأونروا ستصرفها على الفور".