آخر ما قد يخطر على البال أن يوضع اسم الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله على قوائم إرهاب صادرة عن دولة عربية وإسلامية، حيث نشرت صحيفة سعودية أسماء وصور قادة حماس -ضمن عشرات القيادات والشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي- ومنهم الشهداء أمثال الشهيدين أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وكذلك قادة حاليين أمثال السادة خالد مشعل وإسماعيل هنية ويحيى السنوار إلى جانب المطلوب رقم واحد لدولة الاحتلال إسرائيل وهو قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف.
طبعًا أول العجائب انك تظن انها قائمة صادرة عن أجهزة الأمن الصهيونية لأن الأسماء المذكورة لا عدو لها سوى دولة الاحتلال إسرائيل، فما الضرر الذي لحق بتلك الدولة العربية حتى تصدر مثل هذه القائمة، لا يوجد أي مبرر وخاصة أن بعض القيادات المذكورين في القائمة كانت لهم علاقات متينة مع المملكة العربية السعودية، وأشادت بهم السعودية ومنحتهم أوسمة وشهادات تقديرية، فما الذي جد واستجد حتى يصبح الفلسطيني المقاوم عدوًّا للسعودية والإسرائيلي صديقًا يمكن التعايش معه؟
وثانية العجائب إدراج أسماء الشهداء ضمن قوائم الإرهاب، ابتداء من مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، فما الفائدة المتوخاة من إدراج اسمه، هل سيتم محاسبته بأثر رجعي؟ هل ستنبش قبور الشهداء الذين توفاهم الله منذ عشرات السنين أم أن القصد هو تشويه جماعة الإخوان المسلمين من بدايتها؟ أم أن الأمر فقط إرضاء لسيد البيت الأبيض وأسياده من بني صهيون؟
أما ثالثة العجائب فهو التوقيت الذي اختارته صحيفة سعودية لإعلان حربها على المقاومة الفلسطينية بل وعلى الشعب الفلسطيني حيث إن حماس تمثل غالبية الشعب. والقضية الفلسطينية في هذا الوقت تتعرض لأبشع مؤامرة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، والأصل أن تقف كل الدول العربية إلى جانب شعبنا لا أن تعلن الحرب عليه بذريعة الإرهاب وجماعة الإخوان وغير ذلك من الذرائع الباطلة، واية مؤامرة وخاصة في هذا الوقت على الشعب الفلسطيني أو قضيته أو مقاومته هو اصطفاف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطين والأمة العربية بأسرها، ولذلك نأمل أن تكون الصحيفة قد أخطأت أو أنها لا تمثل الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية، لأن الأسماء الواردة فيما يسمى بقائمة الإرهاب لها مكانة رفيعة في قلوب غالبية المسلمين والعرب فضلا عن الفلسطينيين.