فلسطين أون لاين

رغم أزماتها.. غزة تتزين في شهر رمضان

...
أسواق غزة تتزين في شهر رمضان (تصوير/ محمود أبو حصيرة)
غزة/ جمال غيث:

انهمك إبراهيم صلاح في تعليق أحبال الزينة والفوانيس الصغيرة، أمام بسطته في شارع عمر المختار بمدينة غزة، في محاولة منه للفت أنظار المارة من أجل شرائها.

ويحل شهر رمضان المبارك هذا العام، وسط تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والإنسانية، التي تعصف بأكثر من مليوني فلسطيني يقيمون في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة على التوالي، بالتزامن مع الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة في رام الله على القطاع.

ويقول صلاح لصحيفة "فلسطين": "في كل عام أبيع أحبال الزينة والفوانيس الصغيرة والنجوم المضيئة والزينة الورقية، لكن لا يوجد بيع، فالناس تسأل عن الأسعار ولا تشتري بسبب سوء الأوضاع المعيشية بالقطاع".

ويرجع قلة الإقبال هذا العام على زينة رمضان إلى تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة، مشيرًا إلى أن غالبية أحبال الزينة انخفض ثمنها العام الجاري إلى النصف عن السابق، بسبب أوضاع الغزِّيين.

وتختلف أسعار أحبال الزينة والفوانيس، وفق إفادة صلاح، باختلاف أحجامها وأنواعها، فمنها ما يصل ثمنه إلى ثمانية شواكل، وأخرى يصل سعرها إلى 60 شيكلاً.

ويحصل صلاح على تلك الزينة من بعض التجار الذين يستوردونها من الخارج، وأخرى تصنع في القطاع، يضيف: "إن أسعار أحبال الزينة والفوانيس تناسب الجميع".

وتحرص بعض المكتبات والمحلات التجارية على عرض أحبال الزينة وفوانيس رمضان، إلى جانب تزيين واجهتها، محاولة إغراء المشترين وجذب انتباههم.

ويتفق علاء سعد -وهو أحد العاملين في إحدى مكتبات قطاع غزة- مع سابقه في أن قلة المشترين هذه العام عن العام الذي سبقه مردها تراجع الأوضاع المعيشية والاقتصادية والإنسانية بالقطاع.

ويعمل سعد كل عام في بيع فوانيس رمضان، وأحبال الزينة، والفوانيس الصغيرة، والنجوم المضيئة، والزينة الورقية لأهالي القطاع.

ويؤكد سعد لصحيفة "فلسطين" إقبال الناس على شراء زينة رمضان، رغم تدهور أوضاعهم الاقتصادية، قائلًا: "فالفانوس أبرز وأشهر زينة لشهر رمضان، فمعظم الناس يشترون إما فانوس الزينة الكبير الذي يعلق في واجهة المنزل أو المحلات أو الطرق، أو فوانيس الأطفال".

ويلفت إلى أن بعض المواطنين بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية يسألون عن أسعار الزينة دون شرائها، "لأن أوضاعهم باتت مأسوية بسبب الحصار المفروض على القطاع، وقطع السلطة رواتب المئات من موظفيها، فبعضهم غير قادر على شراء فانوس أو حبل زينة".

ويقول أبو محمود أحد المشترين: "إن زينة رمضان تعطي انطباعًا بدخول شهر رمضان"، مشيرًا إلى أنه يحرص على شرائها كل عام لأنها تعطيه انطباعًا بالراحة والاستعداد لشهر الخيرات.

ويؤكد أبو محمود في أثناء حديثه مع صحيفة "فلسطين" حرصه على شراء بعض أحبال الزينة والفوانيس الصغيرة لأطفاله، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية، بعد صرف السلطة في رام الله راتبه بنسبة 40%.

وكانت السلطة قد قطعت مطلع شباط (فبراير) الماضي رواتب ما يزيد على 5000 آلاف من موظفيها، ومئات آخرين من الأسرى والجرحى، وذوي عوائل الشهداء في غزة.

وفرض رئيس السلطة محمود عباس سلسلة من الإجراءات العقابية في نيسان (أبريل) 2017م على قطاع غزة، وشملت خصم 50% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص إمدادات الكهرباء، والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري، وسط تفاقم أزمات القطاع وتردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.