فلسطين أون لاين

​يغيب عنها المسحراتي

رمضان كفر ثلث.. إفطار جماعي يومي للعائلة الممتدة

...
غزة/ هدى الدلو:

تسيطر مشاعر الفرح والشوق على مستقبلي شهر رمضان في الأراضي الفلسطينية، وخاصة أهالي قرية كفر ثلث التابعة لمحافظة قلقيلية في شمالي الضفة الغربية المحتلة، في حين يتسارع أهل القرية في وقت استعدادات تجري على قدم وساق في صناعة الزينة وتعليقها.

سماح خدرج تقطن في قرية كفر ثلث، تتحدث عن عاداتها وتقاليدها في شهر رمضان المبارك قائلة: "كأي مجتمع مسلم ننتظر رمضان على أحر من الجمر، فهو شهر الخير والبركة".

وعادة لدى أهالي كفر ثلث استعدادات لاستقبال رمضان، وأوضحت أنهم يشترون "مونة" وسلعًا خاصة برمضان ويزينون مداخل البيوت، مشيرة إلى أنها تصنع الزينة يدويًّا مع أبنائها لتدخل عليهم جوًّا من البهجة والسرور.

وتستذكر أن البلدية الخاصة بالبلدة علقت قبل عامين أحبال الإضاءة على امتداد الشارع الرئيس في البلدة.

وتحدثت خدرج أن من العادات الجميلة في رمضان الولائم الكبيرة، وهي عبارة عن تجمعات عائلية يومية للعائلة الممتدة لتناول وجبة الإفطار معًا، حيث يتجمع الأجداد مع الأبناء المتزوجين وأحفادهم، مضيفة: "يكون هذا التجمع كل يوم في بيت أحد الأبناء على مدار شهر رمضان، وأحيانًا كل عائلة تأخذ فطورها ويتجمعون في بيت أحدهم".

أما زيارة الأرحام فتسمى عندهم "فقدة رمضان"، فتزار البنات والخالات والعمات، وبناتهن وبنات الأخ، كل واحد يأخذ هدية على قدر استطاعته؛ "فرمضان يُحدث تغييرًا في نمط الحياة، ولكنه محبب إلى القلب"، وفق قولها.

ولعل الغريب في هذه البلدة أنه منذ القدم حتى يومهم هذا لم يشهدوا وجود مسحراتي لإيقاظهم على وجبة السحور، فهو ظاهر غير موجودة، ويعتمد الأهالي هناك على صوت المنبه، أو الاستيقاظ على صوت المسجد وهو يقرأ القرآن قبل موعد الأذان بساعة تقريبًا.

الأطفال ورمضان

أما الأطفال الذين يبدون هادئين في نهار رمضان بسبب التعب من ساعات الصيام الطويلة فلديهم رغبة قوية في استكمال يومهم، وأداء فرضي الصيام والصلاة، وذلك مع تشجيع الأهل ودعمهم لهم.

واستكملت خدرج حديثها: "إن لعب الأطفال يتركز بوضوح بعد المغرب، وتناولهم الفطور، فتبدأ التجمعات الطفولية في الحارات، والألعاب الشعبية والمستحدثة، وكانوا قديمًا يستخدمون علبة حديدية للحليب أو معجون الطماطم، وتخرق بالمسمار، ويضعون بداخلها شمعة ويعلقونها بسلك أو خيط، ويلف بها الطفل بالشوارع بعد المغرب يصدح بأعلى صوته: "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو".

ولفتت إلى أن الأهالي كانوا قديمًا يرسلون أبناءهم ليسمعوا أذان المغرب لعدم وجود مكبرات صوت، فيقفون عند باب المسجد ويقولون: "أذن يا خطيب لما الشمس تغيب"، وبمجرد سماعهم صوت المؤذن يركضون في الشوارع وينادون: "أذن المغرب، أفطروا يا صايمين".

وأشارت خدرج إلى أن قمر الدين المنقوع بالماء الساخن لا تخلو منه سفرة السحور، ويؤكل على شكل غموس، إلى جانب اللبن، والبطيخ الذي يطفئ العطش في الصيف، والمشروب الأسود الخروب لا يغيب عن سفرة الإفطار بغض النظر عن باقي أنواع العصائر.

ويوجد إقبال كبير على المساجد في رمضان من الرجال والنساء، اللاتي من مدة قريبة خصصوا لهن مكانًا بأحد مساجد البلدة لصلاة التراويح، والأمر الممتع الذي ينتظره الرجال والنساء والشباب بصبر نافد هو الزيارات إلى المسجد الأقصى، خصوصًا مع تخفيف الاحتلال بعض قيوده عن المصلين.