فلسطين أون لاين

بعدما لقنته المقاومة درساً قاسياً

لماذا يخفي الاحتلال حجم خسائره خلال التصعيد الأخير؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

استطاعت المقاومة الفلسطينية، أن توقع خسائر مادية وبشرية كبيرة خلال جولة التصعيد الأخيرة على قطاع غزة، مقارنة مع الجولات التصعيدية السابقة، والتي أظهرت خلالها مدى جهوزيتها وقدرتها لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل.

وبحسب اعترافات الاحتلال، فإن القذائف الصاروخية للمقاومة أدت لمقتل 4 مستوطنين وإصابة أكثر من 200 آخرين، عدا عن الأضرار المادية التي لحقت بالمباني في المستوطنات المحاذية لغزة، والأبعاد النفسية في أوساط الشارع الإسرائيلي.

وفي تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أمس، ذكرت أن تكلفة اعتراض الصاروخ المُنطلق من غزة، من قبل منظومة القبة الحديدية تبلغ نحو 80 ألف دولار، إلى جانب التكلفة المرتفعة لبطاريات الصواريخ وعمليات التشغيل.

وأوضحت الصحيفة أن "عملية إنتاج الصواريخ المضادة للأهداف الجوية في (إسرائيل) تعتبر مكلفة للغاية وتحتاج لوقت طويل بدعوى أن عملية التصنيع تعتبر بطيئة".

المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، قال إن وتيرة جولة التصعيد الأخيرة في غزة أعلى من سابقاتها، من حيث الأدوات القتالية التي استخدمتها المقاومة وبنك الأهداف الواضح لديها.

وأوضح أبو هربيد لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة لم تكن مكبلة في الرد على عدوان الاحتلال، وهو ما أعطاها مساحة أكبر في استخدام أدوات متعددة منها صواريخ من "العيار الثقيل".

وذكر بعض الأسباب التي كبّدت الاحتلال خسائر كبيرة، وهي أن يد المقاومة "كانت ثقيلة"، من خلال كثافة النيران التي وجهتها عبر رشقات قذائفها الصاروخية، إضافة للتركيز على أهداف محددة عطّلت حياة المستوطنين في المستوطنات الإسرائيلية.

وبحسب أبو هربيد، فإنه رغم تسرّب بعض الاحصائيات من الاحتلال إلا أنه لا زال يُخفي الكثير من الأضرار المادية والمعنوية، بهدف الحفاظ على قوة جبهته الداخلية.

وأضاف أن "الاحتلال حرص على إخفاء المعلومات الحقيقية حول الخسائر التي لحقت به خلال جولة التصعيد، حتى يحافظ على الجبهة الداخلية، ويُخفي أداء المقاومة النوعي"، مشيراً إلى أن اخفاء الخسائر "استراتيجية لدى الاحتلال حتى لا تؤثر على المشروع الصهيوني".

وبيّن أن الاحتلال يحاول دائماً التقليل من قوة المقاومة الفلسطينية، بهدف إظهار أن (اسرائيل) آمنة وواحة للسياحة والهجرة، معتبراً ذلك "جزءا من عمليات كي الوعي".

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، إن المقاومة الفلسطينية تميزت بتركيز أهدافها أكثر من السابق خلال التصعيد الأخير على غزة.

وأضاف أبو زايدة لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة كان لها تكتيك منظم واستخدمت أدوات قتالية متطورة، خلافا للجولات السابقة، وهو ما أوقع خسائر كبيرة لدى الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال استخدم أساليب عدّة لإخفاء حجم خسائره أمام المجتمع الإسرائيلي، أبرزها التكتيم الإعلامي والإعلان عن سلسلة إجراءات احترازية استعداداً للجولات السابقة.

وذكر أن الاحتلال قرر بناء جدار اسمنتي كبير لحجب رؤية الأهداف الإسرائيلية عن المقاومة، ونشر مزيد من القبة الحديدية قرب قطاع غزة، كي تتمكن من صد أكبر قدر ممكن من القذائف الصاروخية للمقاومة.

وبحسب أبو زايدة، فإن المقاومة لديها الإرادة والعزيمة وتواصل تطورها لمواجهة كل إجراءات الاحتلال في أي عدوان قادم على قطاع غزة.

وبيّن أن (اسرائيل) تُركز على الجانب الإعلامي لديها في إطار التحريض على المقاومة من جهة، ورفع معنويات الجمهور الإسرائيلي من جهة أخرى، متوقعاً أن تستغل الجوانب السياسية والإعلامية في تفعيل روايتها أمام العالم، لإدانة المقاومة.