فلسطين أون لاين

​المحرّر الأسطل.. الاحتلال يلاحقه من السجن إلى تدمير بيته!

...
صورة أرشيفية
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

"كنت جالسًا بمفردي في البيت، حتى هزّ المكان صوت انفجار، ودخلت كميات هائلة من الدخان إلى غرفتي، فلم أر شيئًا أمامي"، هكذا يصف الأسير المحرر مصطفى الأسطل اللحظات الأولى من تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزله في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

لم يستوعب الأسطل الذي لم يمضِ على خروجه من سجون الاحتلال التي قضى فيها 17 عاماً، إلا ثلاثة أشهر، أن يكون بيته مستهدفًا، ويتم تسويته بالأرض كاملًا.

بلغة من الاستغراب، يتحدث الأسطل لصحيفة "فلسطين"، عن اللحظات الأولى لقصف طائرات الاحتلال بيته، ويقول: "سقط صاروخ من طائرة استطلاع، فذهبت مسرعًا إلى شباك غرفتي، لأرى ماذا يدور، حتى علمت أن البيت سيقصف، ويجب عليّ إخلاؤه".

يضيف: "لحظات لا يمكن وصفها كانت قبل خروجي من البيت، لم أدرِ ماذا علي إخراجه والنجاة به قبل سقوط الصواريخ المدمرة، فخرجت سريعًا إلى الشارع دون أن أتمكن من إخراج أي شيء من بيتي الجديد".

وكان الاحتلال قد اعتقل الأسطل بعد إيصاله الاستشهاديين محمد عبد ربه عماد، ومازن محمد بدوي عام 2002، إلى منطقة المحررات غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أثناء تواجد الاحتلال فيها، وحكمه بالسجن 17 عامًا.

الأسطل الذي تزوج بعد شهر من خروجه من السجن، شيدت له عائلته بيته خلال وجوده في سجون الاحتلال، وحرصت على أن يكون جميلًا يعوض شيئًا من السنوات المريرة التي قضاها بعيدًا عنهم.

وما هي إلا لحظات لخروج الأسطل إلى الشارع، حتى سوت طائرات الاحتلال الحربية البيت بالأرض، يصفها الأسير المحرر بأنها من اللحظات الأكثر صعوبة على النفس تقبلها، فهو بيته الذي يحتضن حياته الجديدة، حتى أنه لم يتمكن من إخلاء أي ذكرى عزيزة منه.

يستطرد الأسطل بقوله: "متفاجئ مما حدث، الاحتلال يلاحقنا ويواصل انتهاكاته ضدنا بهدف النيل منا حتى بعد الخروج من السجن، لكن أمام ما حدث أنا أوكلت أمري إلى الله، والمال معوض إن شاء الله".

ويرى الأسطل أن جريمة الاحتلال هذه متعمدة، ويهدف من ورائها إلى كسر فرحته بالحرية والحياة الجديدة.

وانتقل الأسطل وزوجته إلى مكان آخر للعيش، إلى حين إيجاد منزل جديد يأويهم ويعوضهم ما سوّي بالأرض.

ويتساءل الأسير المحرر، إن كان سيكتفي الاحتلال بسجنه 17 عامًا من أجمل أيام شبابه، وهدم بيته الجديد، أم سيستمر في استهدافه؟.

وشهد قطاع غزة منذ الجمعة الماضية، عدوانًا إسرائيليا تسبب في ارتقاء 28 شهيدًا منهم 4 سيدات وجنينان، ورضيعتان وطفل، وإصابة 154 مواطنًا بجراح مختلفة، عدا عن تدمير مئات المؤسسات والوحدات السكنية.