فلسطين أون لاين

​مجلي لـ"فلسطين": دفع ثمنًا باهظًا لعدم اهتزاز صورته لكنه رضخ للمقاومة

"اتفاق التهدئة" يضع نتنياهو تحت مقصلة انتقادات معارضيه

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

منذ الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وقع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحت مقصلة انتقادات حادة من أحزاب الوسط واليسار وبعض المسؤولين الآخرين.

وقد دخل اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه برعاية مصرية وقطرية وأممية حيز التنفيذ فجر أمس، حيث أعلن جيش الاحتلال حينها في تصريح مقتضب عودة الحياة إلى طبيعتها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

لكنّ ذلك الاتفاق لم يكن بالأمر المحبذ لدى بعض الأوساط الإسرائيلية، فقد أمطر قيادات ومسؤولون لدى الاحتلال، نتنياهو بتصريحات تنتقد بشدة توقيع التهدئة، وعدم قدرته على إيجاد آلية واضحة للتعامل مع قطاع غزة، لكنّ الأخير رد بتصريح "المعركة لم تنتهِ بعد، ونستعد للمراحل القادمة".

ونقلت القناة السابعة العبرية، عن وزير الجيش السابق موشيه يعلون، قوله: "يحدد الرادعون من غزة حياة سكان (إسرائيل) ويحددون كيف يتصرفون ويفعلون ذلك كما يحلو لهم، نتنياهو استسلم مرة أخرى لابتزاز حماس ويشتري هدوءًا مؤقتًا فقط من أجل بقائه السياسي".

وكتب زعيم المعارضة ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس في تغريدة على "تويتر": "إن إطلاق حوالي سبعمائة قذيفة ومقتل أربعة إسرائيليين وجرح آخرين كثيرين، كل ذلك ناجم عن فقدان هيبة الردع الإسرائيلي".

ووصف غانتس وقف إطلاق النار بأنه "رضوخ آخر لابتزاز حماس وغيرها من المنظمات".

أما رئيس كتلة "حزب العمل" المعارض ايتسيك شمولي فقال لهيئة البث الإسرائيلية: "ما من شيء يغاير المعادلة سوى تسديد ضربات قاسية لحماس إلى جانب مبادرة سياسية لعزلها".

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن يائير لابيد قوله خلال اجتماع لحزب "أزرق أبيض": "ما فعله نتنياهو ضد غزة في الأيام الأخيرة يمكن تلخيصه بثلاث كلمات: استسلام، جبن، عار".

ولم تقتصر الانتقادات على المعارضة، إذ قال القيادي في حزب "الليكود" اليميني جدعون ساعر في تغريدة على "تويتر": "لا توجد مصلحة لـ(إسرائيل) في ذلك".

ورفض نتنياهو الانتقادات وقال في تصريح مكتوب: "ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين. ضربنا أكثر من 350 هدفًا واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراجه" على حد قوله.

رضوخ للمقاومة

وفي تعليقه على ما سبق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي: إن نتنياهو أقام حكومة يمينية متطرفة وأشبعها شعارات في تهديد المقاومة وقطاع غزة، لكنه تبيّن الآن أنه عمليًّا يتجه نحو اتفاق تهدئة آخر.

وأوضح مجلي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الأحزاب المعارضة وجدت الوقت الراهن "الأنسب" لتوجيه الانتقادات الشديدة لنتنياهو في عدم قدرته على التعامل مع قطاع غزة.

وبيّن أن هذه الصراعات القائمة تهدف لإثبات أن نتنياهو يكذب عندما يُعلن أنه ينتهج سياسة حازمة في التعامل مع غزة، وأنه رجل الأمن الأول.

وبحسب مجلي، فإن نتنياهو يعلم أنه دفع ثمنًا باهظًا من أجل إبقاء صورته كأنه "رجل الأمن الأقوى، لكنّه في الواقع لم يستطع، ورضخ للمقاومة الفلسطينية".

وأشار إلى أن نتنياهو يحاول أن يمرر مسابقة الأغنية الأوروبية "اليوروفيجن" بهدوء، المقرر إقامتها في (تل أبيب) خلال الأيام القليلة القادمة، وإفساح جول لاحتفالات الشارع الإسرائيلي بمرور 71 سنة على قيام دولته المزعومة على أنقاض فلسطين المحتلة.

ورجّح مجلي أن تستمر التهدئة بين الاحتلال والمقاومة لبضعة أشهر قادمة على الأقل، "لكنّ العودة لجولة تصعيد عنيفة مرة أخرى أمر وارد حال وجود أي عمليات خرق للتهدئة".

وشهد قطاع غزة عدوانا إسرائيليا منذ عصر الجمعة حتى فجر أمس، أدى لاستشهاد 27 مواطنًا منهم 4 سيدات وجنينان، ورضيعتان وطفل، حسب وزارة الصحة بغزة، في حين ردّت المقاومة بقصف مكثف لأهداف إسرائيلية في المستوطنات المحاذية لغزة، وعسقلان وأسدود وبئر السبع و"كريات ملاخي"، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح العشرات.