فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بعد قرار الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية".. طالع أبرز تصريحات الفصائل الفلسطينية

الكنيست يصادق بالقراءة الأولى على تصنيف أونروا "منظمة إرهابية"

"لن تبقى لكم دبابات".. حزب الله ينشر رسالة جديدة مخاطبًا جيش الاحتلال (شاهد)

ابن حاخام متطرف.. جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في ملابسات مقتل ضابط بانفجار "غامض" بغزّة

عائلات محاصرة تستغيث.. خانيونس: الاحتلال يشرع بارتكاب جرائم بحق تجمعات المواطنين والنازحين

"كمائن وتفجير عبوات".. القسام تبث لقطات لعمليات استهدفت بها جنود ومستوطنين بطولكرم (شاهد)

خلال 24 ساعة فقط.. الحوثيون: استئناف العمل في ميناء الحديدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

أسير محرر يغتال ضابطاً إسرائيلياً في قلب مستوطنةٍ قرب القدس.. ما التفاصيل؟

من مسافة الصفر.. القسام تنشر تفاصيل "ملحميَّة" لإيقاع قوتين "إسرائيليتين" في "كمين" غربي رفح

"كابوسًا سيبرانيًا".. "هآرتس" تكشف: حماس تملك قاعدة بيانات "خطيرة" لآلاف الجنود وعائلاتهم

​"الأوريغامي" فن ياباني بأيدٍ غزية

...
الفنان أحمد حميد
غزة / ليلى أبو صقر:

يجلس وبين يديه كتاب لا تكاد رائحة الغبار تفارقه من كثرة قدمه، أوراقه الصفراء يقلبها بين يديه يمينا ويسارا لصنع تحفة فنية جميلة ونادرة تجمع بين لأصالة والعراقة.

الشاب أحمد حميد (29 عامًا) استطاع أن يحول شغفه بفن عجيب إلى واقع، ليعيد الحياة واللمعان لكتب أكلها الغبار على الرفوف، هذا هو فن "الأوريغامي" بكل بساطة.

يقول حميد: "في أحد الأيامأثناء تصفحي لأحد الحسابات على الانستغرام مرت أمامي صورة تظهر ورقًا مطويًا بطريقة ما لإظهار شكل وهو كلمة Love باللغة الانجليزية، لم أكن أعلم اسم هذا الفن لذا حفظت الصورة لكنني لم أستطع التوقف عن التفكير بها".

"لم أتمكن من العثور على صور مشابهة في البداية لأنني لم أكن أعلم اسمه، لذا عرضت الصورة على صديق لي الذي أخبرني أنه فن "الأوريغامي" وأنه فن ياباني، ومن هنا بدأت العمل" يضيف حميد.

من صفحة لأخرى أخذ حميد يبحث عن هذا الفن أكثر وأكثر، حتى تواصل بعد مدة من الزمن مع أحد الفنانين اليابانيين المحترفين في هذا المجال وهو الفنان هانكلي، وأخبره عن شغفه وحبِّه للأوريغامي والرغبة في تعلمه، إذ أنه وجد دعمًا وتشجيعا من الفنان الياباني الذي تواصل معه باللغة الانجليزية.

وخلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، يتابع: "من الصعوبات التي واجهتني هي البحث عن الكتب القديمة في البداية، وساعدني الكثير من الاصدقاء حتى توصلت إلى ما أريد في الأسواق الشعبية في مدينة غزة".

ويبين حميد أنه يستخدم الكتب القديمة، التي تم تجديد وإصدار نسخ جديدة منها، المكتوبة باللغة الانجليزية والفرنسية والالمانية، ويبتعد كل البعد عن الكتب المكتوبة بالغة بالعربية، لأنها لا تخلو من آية أو حديث.

ليس الصعب التعلم ولكن الصعب حقًا تحمَّل ١٥ساعة من أجل الخروج بقطعة واحدة فيها من التعب والدقة الكثير، يحكي عن الوقت الذي يستغرقه في عمل هذه التحف الفنية، مضيفاً"بدأ الأمر عندما تواصلت معي سيدة وطلبت مني أن أصنع لها قطعة باسمها "حياة" وقد استغرق مني ١٥ساعة ".

ويُكمل: "صنعت اسمها في كتاب قديم، وأخذته لها وعندما رأته بدت على ملامح وجهها الاندهاش والتعجب، وما لبثت أن شكرتني ولم تتوقف عن المدح و عن مدى إتقانه وعرضت أن تدفع ثمنه".

ويتابع "ثم اصرت أن تقدم لي مبلغ من المال وانه يستحق ذلك، وعرضت عليه أن تنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهكذا بدأ للناس بالتعرف على فني".

أصبح الفنان حميد يتلقى العديد من الطلبات داخل قطاع غزة وخارجه ،والتساؤل عن إمكانية توصيل الأعمال للخارج نظرًا لأنه تميز بهذا الفن العالمي بكونه يعمل على تشكيل الحروف العربية، ولكن لحتى الان لم تخرج اي قطعة له خارج غزة سوى الصور.

ويعبر عن سعادته الكبيرة بعد اتقانه لهذا الفن، قائلاً: "أنا أكثر إنسان محظوظ بالدعم الكبير الذي تلقيته من أهلي وأصدقائي المقربين الذين ساعدوني كثيرًا في توفير الكتب، وفي تشجيعي الدائم على العمل والتقدم والمثابرة، وعدم اليأس والاستسلام".

ويتابع "ما حققته لحتى الان من انجاز ٥٠قطعة فنية من هذا الفن ، يعتبر فخرا لي ولبلدي، وإنني أرغب بالسفر لإظهار موهبتي للجميع،وأتحدث عن التحديات التي واجهتها لكي أصل لهذه المرحلة، لكنني لا أستطيع السفر بسبب الحصار المفروض علينا".

ويضيف "لدي طموح لإقامة معرض على مستوى العالم حيث إنني تمكنت من إصدار نسخة جديدة من الأوريغامي الذي هو فن ياباني الأصل ومشهور في أوروبا لكن بحروف عربية، وإذا أغلقوا الحدود فسوف أقيم معرضي هنا في غزة، وسوف يعكس فني المعاناة التي نعيشها".

هنا غزة المليئة بالمواهب التي نبتت من قلب المعاناة والوجع، ولكنها تبحث عن فرصة للظهور، لتأكد للعالم أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.