عشناها ليلة طويلة من تذبذب نتائج الانتخابات الإسرائيلية، بين فوز هذا وهزيمة ذاك، حتى أشرقت الشمس حين اقتربت النتائج من دقتها النهائية، لتأتي مؤكدة أن بنيامين نتنياهو ما زال مقيمًا في شارع بلفور بالقدس المحتلة، وهو مقر رؤساء الحكومات الإسرائيلية، وبإمكانه المكوث فيه أربع سنوات أخرى، ما لم يطرأ طارئ سياسي أو قانوني.
لقد أظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية تفوق تحالف معسكر اليمين بزعامة نتنياهو، وحصوله علىأكثر من نصف مقاعد الكنيست، مما يعني قدرته على تشكيل الحكومة المقبلة، دون حاجة لعمل ائتلافات داعمة له من خارج معسكر اليمين المتطرف المتحالف معه، الذي شكل مفاجأة بارتفاع تمثيله.
وبحسب النتائج شبه النهائية، حصلت كتلة اليمين مجتمعة على 65 مقعدا، بينما حصلت كتلة الوسط واليسار والعرب مجتمعة على 55 مقعدا، ما يعني وجود فرصة كبيرة لإعادة نتنياهو تشكيل حكومة يمينية.
في الوقت ذاته، فإن النتائج شبه النهائية تؤكد أن الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق- أبيض، لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده كما نتنياهو، رغم تحقيق حزبه فوزا مشابها لحزب الليكود، بحصوله على 35 مقعدا في الكنيست، لكنه ليس مدعوما بكتلة أحزاب قوية من معسكره، بعد انهيار حزب العمل، وعبور حزب ميرتس اليساري نسبة الحسم بصعوبة، ورغم أهمية تمثيل الأحزاب العربية لكنها ليست شريكة بتشكيل الحكومة.
وهكذا يحقق نتنياهو بفوزه، حكما متواصلا لعشر سنوات، رغم اتهامات الفساد التي يواجهها، ويخضع للتحقيقات من جانب الشرطة، ومن المتوقع أن تعود للواجهة، خلال الفترة المقبلة، بعد استئناف ولايته بالحكومة.
من المتوقع أن تبدأ إجراءات تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتهاء من الانتخابات، وإعلان النتائج، حيث يبدأ رئيس الكيان رؤوفين ريفلين مشاورات مع ممثلي الكتل البرلمانية، لكي يختار صاحب الاحتمال الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة، بحيث يشرع بعملية التشكيل بمفاوضات مع الكتل البرلمانية.
بعيدا عن الإجراءات الروتينية القانونية التفصيلية، فإنه بمجرد استكمال تشكيل الحكومة يقوم المكلف بتشكيلها بإبلاغ الرئيس، لتحديد موعد لعقد جلسة أولى في الكنيست للإعلان عن الحكومة الجديدة، ثم تعلن خطوطها العريضة وسياستها في مختلف المجالات، وتوزيع الحقائب الوزارية، كما تطلب ثقة الكنيست، فيما ستواصل الحكومةَ الحالية مهامها وعملها حتى يتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة تحل محلها.
ما من شك أن هذه الانتخابات شكلت استفتاء شعبيا إسرائيليا على استمرار ولاية نتنياهو في رئاسة الحكومة، للمرة الخامسة، ما يعني أن هذه الحكومة قيد التشكيل ستكون لها غايتان مركزيتان: إزالة لوائح الاتهام التي تهدد نتنياهو، وضم مستوطنات الضفة الغربية لإسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.