تخرج هذه السطور إلى النشر فيما تواصل لجنة الانتخابات الإسرائيلية فرز ما تبقى من أصوات الناخبين الإسرائيليين، في الوقت الذي خرجت النتائج الأولية، وقد أظهرت انقلابا غير متوقع في المشهد الانتخابي الإسرائيلي، من خلال فوز حزب أزرق-أبيض بزعامة الجنرالات، بأغلبية ضئيلة على اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو.
من المبكر الخروج بنتائج نهائية، بانتظار الساعات القادمة، وإلى حين إعلانها بصورة رسمية، من الجائز وضع جملة ملاحظات ودلالات هامة، لعل أبرزها حالة السيولة الانتخابية المفاجئة في التوقعات والتقديرات، الأمر الذي يضع صعوبة جادة أمام الخروج بنتائج حاسمة، أو أقرب إلى الحسم.
ملاحظة ثانية لا تقل أهمية تتمثل في قدرة غانتس العسكري القادم لتوه من صفوف الجيش، ولم يمض على تشكيل حزبه سوى أشهر معدودة، على تسجيل نتائج مفاجئة ومذهلة، شكل مفاجأة الانتخابات، بعد أن ذهبت العديد من الآراء أنه شخصية غير قوية وضعيفة مهتزة، يقابل زعيما مخضرما مثل نتنياهو، الذي يأمل بتشكيل حكومته الخامسة، ويحظى بلقب ملك ملوك إسرائيل.
ملاحظة ثالثة تتعلق بالإهانة التاريخية التي مني بها حزب العمل، الذي أسس دولة الاحتلال، وقادها في أعوامها الثلاثين الأولى، لم تتجاوز نتائجه في الساعات الأخيرة المقاعد السبعة على أفضل تقدير، وهنا يصعب تجاهل الأسباب الذاتية التي أحاطت بالحزب بعد الانشقاقات التي ألمت به، وبروز الأهواء الشخصية التي أثرت على مسار هذا الحزب التاريخي.
ملاحظة رابعة تعود إلى البعد المصلحي في هذه الانتخابات، سواء من خلال الشعارات الانتخابية التي تقلبت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهي التي تؤكد أن أيديولوجيا الأحزاب الإسرائيلية تتوارى جانبًا عند بروز المصالح الشخصية، وهو ما سنجد تجلياته الأهم والأوضح في التوليفة الحكومية المتوقعة.
الملاحظة الخامسة تعود إلى التأثيرات المتوقعة لهذه النتائج، والمتعلقة بهوية الفائز في الانتخابات الإسرائيلية، ومدى إسقاطاته على الوضع الفلسطيني، الذي قد لا يشهد تغييرات جذرية، بل استكمال للسياسات القائمة حاليًا، مع بعض التفاصيل.
فالضفة الغربية ستشهد مزيدا من فتح شهية إسرائيل على مزيد من الضم والقضم، ولن يكون هناك تواصل جغرافي لإقامة دولة فلسطينية، أما قطاع غزة فسيبقى الوضع فيه قائما لإشعار آخر، باستمرار التفاهمات الإنسانية الحالية، أو بعض العمليات الموضعية، دون إحداث انقلاب في المشهد.