فايزة ساق الله: لست مقتنعة بالفرح وموافقة الأهل على فكرتي أهم شيء

محمود أبو الخير: شيء رائع أن نبدأ حياتنا بطاعة ونزيح عن كاهلنا التكاليف المالية

ليس من السهل تجاوز العادات والتقاليد المجتمعية؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بمراسم الزفاف، لكن العروسين فايزة ساق الله (28 عامًا) ومحمود أبو الخير (31 عامًا) من مدينة غزة، كسرا حاجز العادات والتقاليد، وأزاحا عن كاهلهما تكاليف الفرح، واستبدلا بتلك المراسم التقليدية أداء مناسك العمرة.

ولإعلام الناس بخبر الزفاف "الغريب" في نظرة المجتمع، قام والد العروس وهو المخرج الفلسطيني نبيل ساق الله بنشره على صفحته على مواقع التواصل، ليتفاجأ العروسان بانتشار الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وهو ما زاد سعادتهم بإمكانية استنساخ وسن هذه التجربة لتخطي العوائق المادية التي تصاحب العروسين بعد اليوم الأول من الزفاف.

لا تخفي العروس فايزة أنها غير مقتنعة من الأصل بفكرة الأفراح وإقامة الحفلات، فهي بالنسبة لها "أمر ليس له داعٍ"، تقول لصحيفة "فلسطين": "عرضت الفكرة على محمود ووافق، ومن ثم عرضنا الفكرة على الأهل وتمت الموافقة، وكانت هذه أهم نقطة، رغم أننا واجهنا انتقادات ممن قابلناهم فيما يتعلق بمخالفة العادات والتقاليد".

لكن تمسك العروسان بفكرتهما، وكان لهذا الأمر رسالة "أننا لا نريد البقاء داخل بوتقة العادات والتقاليد (...) كل الناس مؤمنة بلزوم إقامة مراسم الزفاف، لكننا أحببنا أن نفرح بطريقتنا وأن نبدأ حياتنا بطاعة وبطريقة صحيحة وليس هناك أجمل من طاعة بإداء مناسك العمرة" والكلام لفايزة.

وتعمل والعروس أخصائية علاج طبيعي في اتحاد لجان الرعاية الصحية، فيما يعمل العريس محمود كمحاسب يعمل في مكتب استشارات قانونية. ولم يكن السبب الحقيقي للمبادرة أو الفكرة هي الضائقة المالية وإن كانت موجودة يعانيها الجميع بمن فيهم العروسان.

وتضيف: "كانت فكرتنا نابعة من كوننا نريد أن نستفيد من توفير التكاليف؛ فبدلا من صرفها في مراسم زفاف، لندفعها بأداء مناسك العمرة، رغم أن الضائق المالي موجود".

قبل نشر الإعلان؛ قام العروسان بسؤال بعض الشيوخ حول الفكرة. وتابعت: "اتضح لنا أن ذلك لا يخالف الشرع، لكن المشكلة كانت أنه كيف نعلن للناس عن فكرتنا ونشهر الزواج؟ فوجدنا أفضل فرصة بنشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي".

تأييد واسع

هل توقعت انتشار الأمر؟ تجيب بابتسامة ملأت وجهها: "سعدت كثيرًا بانتشار وتأييد رواد العالم الأزرق للفكرة، مع أن كل الناس الذين قابلتهم في حياتي الواقعية عارضوها باستثناء الأهل".

العريس محمود يعترف أنه كان يتمنى أن يؤدي مناسك العمرة، قائلاً: "حينما اقترحت على خطيبتي الفكرة وافقت على الفور، كأساس وبداية حياة زوجية بطاعة، بدلاً من الذهاب وتحمل تكلفة قروض مالية تثقل كاهلنا، وهي أفضل من الزفاف الذي في النهاية لن نرضي فيه جميع الأطراف".

لا يخفي محمود في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنه واجه اعتراضًا من أقارب، وزملاء عمله، على قاعدة "بتقدرش تلغي العرس"، لكنه تمسك بفكرته كحال خطيبته، مشيرًا إلى أن هذا النموذج منتشر في دول شرق آسيا كماليزيا وإندونيسيا التي لا تتم فيها مراسم الزفاف باحتفالات.

قد تكون هذه المبادرة، كما يعتقد العروسان، فرصة أمام الشباب المقبلين على الزواج بتخطي حاجز العادات والتقاليد، والاستغناء عن تكاليف الأفراح، التي وإن وفرت بعضها مؤسسات تختص بتيسير "الزواج" فإنه لن يستطيع سدادها، نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون الغزِّيون.

"شعور رائع أن أبدأ حياتي الزوجية في الأراضي الحجازية، هناك حيث مدينة النبي ومكة المكرمة (..) لم أتوقع أن تلاقي فكرتنا قبولاً واسعًا من الناس" يقول محمود، وهما بانتظار سفر قريب مساء يوم السبت المقبل لأداء مناسك العمرة، وبدء حياتهم الزوجية هناك، في خطوة جريئة، وهما يعتزمان إقامة حفل وداع لهما غدا الجمعة بين عائلتيهما.