أجازت شرعاً رابطة علماء فلسطين وجمعية القدس للبحوث والدراسات الإسلامية بغزة، التبرع بالعملات الافتراضية - البيتكوين للمقاومة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدت أمس، بمقر الرابطة الرئيس بغزة تحت عنوان "العملات الافتراضية البيتكوين أحكام وتعاملات " بحضور عدد من الفقهاء والعلماء.

وقال د. ماهر الحولي عضو مجلس إدارة الرابطة ورئيس جمعية القدس: " تحدثنا خلال الورشة في جانبين؛ الأول يتعلق بأحكام تداول هذه العملات، والثاني التبرع بهذه العملات لصالح المقاومة الفلسطينية ".

وبين اختلاف الفقهاء بأحكام تداول العملات على قولين؛ الأول الحرمة المطلقة، والثاني: الإباحة المطلقة، ولكل واحد منهما أدلته، مشيراً إلى أن بعض العلماء المعاصرين توسط بين الرأيين وأجاز ضمن ضوابط يجب أن تتوفر في التعامل.

ونوه الحولي إلى الجانب الثاني وهو التبرع بهذه العملات لصالح المقاومة الفلسطينية لاحرج شرعي في ذلك، مستحضراً ما يعاني أبناء الشعب الفلسطيني من حصار وخاصة المقاومة التي انبرت للدفاع عن الوطن والمقدسات وعن أعراض وحرمات الشعب الفلسطيني.

وأضاف أنه يجوز التبرع بالمال لصالح الجهاد في سبيل الله، إذ أن الجهاد بالمال أحد الواجبات التي يعتمد عليها في مقارعة العدو .

واستدل على التبرع بهذه العملات بالقواعد الفقيه المتمثلة في "يغتفر في عقود التبرعات ما لا يغتفر في عقود المعاوضات، ويجوز في الحرب ما لا يجوز في غيرها، وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات".

وبين الحولي أن التطبيق العملي لذلك كان في ساحات القتال والحرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حينما أباح تحلية السلاح بالذهب ، وأباح لأبي دجانة بأن يمشى مشية الخيلاء في ساحة القتال ، وإباحة إهلاك أموال الكفار، حيثأن كل ذلك يدل على جواز التبرع بالعملات الالكترونية لصالح المقاومة الفلسطينية.

وحث أبناء الأمة العربية والإسلامية للقيام بواجب التبرع والدعم للمقاومة الفلسطينية وأن يكون هناك سهماً من أسهم الزكاة في دعم المقاومة.

والبيتكوين هي عملة رقمية ظهرت للعلن أول مرة في عام 2009، من قبل شخصية غامضة تدعى ساتوشي ناكاموتو، الذي لا تزال هويته الحقيقية مجهولة ولا يعرف أحد إلى الآن إن كان شخصاً أو مجموعة أشخاص أو كياناً منظماً مثل دولة أو منظمة.

ويعتقد أن الفكرة بدأت عام 2008 وقت حدوث الأزمة المالية وانهيار العديد من المؤسسات والمصارف المالية والاستثمارية.

إذ ظهر هذا الشخص المجهول المعروف باسم ساتوشي ناكاموتو في أوساط الإنترنت، بورقة عمل يشرح فيها عن عملة رقمية مشفرة cryptocurrency سماها bitcoin كبديل للعملة الورقية الحالية ووضع بروتوكول التعامل في أبحاثه.

وللبيتكوين أعداد محدودة، حيث لا يتجاوز عدد عملات البيتكوين التي يمكن سكّها 21 مليوناً.

وكانت دعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماسنهاية يناير الماضي، مؤيديها حول العالم، لتقديم الدعم المالي لها من خلال عملة «بيتكوين» الرقمية الافتراضية.