فلسطين أون لاين

قراءة إسرائيلية في تصريح القسام حول صواريخ تل أبيب

ما زال الإسرائيليون يعيشون صدمة إطلاق صواريخ من غزة باتجاه تل أبيب مرتين خلال عشرة أيام، وكثرت التحليلات والقراءات، فضلا عن سيل التصريحات التي رسخت قناعات إسرائيلية بأن صورة الردع الإسرائيلية تبددت أمام المقاومة الفلسطينية.

في ذروة التحليلات الإسرائيلية حول هذه الصواريخ، أعلن مصدر مسئول في كتائب عز الدين القسام، أن "تكرار التفعيل الذاتي المبكر للصواريخ من قطاع غزة سببه قرار قيادة المقاومة رفع جاهزية الاستعداد القتالي، وإن الاستعداد القتالي جاء بعد ورود معلومات حول نية الاحتلال الإسرائيلي شن عمل عدواني على غزة قبل الانتخابات الإسرائيلية".

ما لبث الإسرائيليون أن تراجع حديثهم عن الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة، وعادوا للانشغال بانتخاباتهم الوشيكة، حتى جدد تصريح كتائب القسام الحديث الإسرائيلي حول هذه الصواريخ، وتفاعلاتها وتأثيراتها، وهو ما يتضح في السطور التالية.

الحقيقة أن تصريح كتائب القسام الأخير قبل ساعات حول صواريخ تل أبيب؛ حمل جملة دلالات هامة؛ منها أن تصريح القسام ينطبق عليه القول العربي المأثور أن "توضيح الواضحات من الفاضحات"؛ أو كما قال الشاعر العربي "وليس يصح في الأذهان شيء..إذا احتاج النهار إلى دليل"..

يعتقد الإسرائيليون أن التصريح أجاب على سؤال حير الكثيرين عن إطلاق الصواريخ: مقصودا أم خطأ؛ موجهة أم عفوية؛ ولعل من يقرأ الأحداث بعين فاحصة اتضح له منذ اللحظة الأولى أننا أمام رفع لوتيرة التسخين؛ وتوسيعا لبقعة الزيت؛ بلا برق وبلا رعد.

بدا واضحا أن كتائب القسام صرحت ولم تلمح في بلاغها المقتضب؛ أن معطياتها الميدانية قد ترقى لمستوى المعلومات التفصيلية أن إسرائيل قررت شن عدوان عسكري على غزة قبل انتخابات 9 أبريل القادم؛ ولئن سبق لكاتب السطور أن حذر منها؛ رغم استبعادها بهذه المرحلة الحرجة؛ لكن معطيات الكتائب مقرونة بمؤشرات على الأرض؛ لعلها ما زالت قائمة حتى نشر هذه الكلمات.

كما أن دلالات توقيت التصريح، اعتبرها الإسرائيليون جزءا من إدارة التفاوض بالنار خلال تنقل المصريين بين غزة وتل أبيب؛ وكسر لمفاجأة إسرائيلية تتحضر لغزة؛ ومخاطبة للإسرائيليين: استعدوا لمزيد من صواريخ تل أبيب؛ لكنها هذه المرة ليست بطريق الخطأ!

لكن السؤال الأهم الذي يطرحه الإسرائيليون والفلسطينيون أن هذا التصريح هل يمنع الاحتلال الإسرائيلي عن الاستمرار بنواياه العدوانية تجاه غزة؛ أم يشجعه عليها؛ لاسيما في الأيام القليلة التي تسبق توجه الإسرائيليين إلى الانتخابات الوشيكة؟ ولذلك فإن المسألة بحاجة لمزيد من النقاش؛ لكنه بدون شك سيجعل من غزة؛ ومن فيها؛ وما فيها؛ أولوية متقدمة في أجندته المقبلة.