علّق مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، على حادث إطلاق صاروخ من قطاع غزة إلى وسط الكيان الإسرائيلي قائلا في تغريده له عبر تويتر : إن إطلاق صاروخ من غزة اليوم باتجاه " إسرائيل" وإصابة سبعة أشخاص أمر غير مقبول على الإطلاق،ويعد حادثا خطيرا للغاية تعمل الأمم المتحدة بكثافة مع مصر وجميع الأطراف لإزالة التوتر ولكن الوضع لا يزال متوترا للغاية"
حتى كتابة هذه السطور لا أدرى كيف سيكون الرد الإسرائيلي على عملية إطلاق الصاروخ ولكن بالتأكيد فإن تصريحات ميلادينوف تزيد الشارع الفلسطيني توترا واستفزازا، حيث لم نسمع له أي تحذير مشابه عند قتل " إسرائيل" لعشرات الشبان والأطفال على الحدود الوهمية مع قطاع غزة، ولم نحظ بتغريده مماثلة وقوات الاحتلال تقمع أسرانا في سجونها، وكذلك لم نسمع منه أي كلمة شجب واستنكار بنبرة عالية ردا على الجرائم التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية. هل رأى ملادينوف قبل يومينكيف هاجمت مجموعة من المستوطنين امرأة وطفلها في الخليل، الم يشاهد جنود جيش الاحتلال وهم يقتحمون مدرسة لاعتقال طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، إن مشاهدة الجنود يعتقلون طفلا فلسطينيا لم يبلغ الحلم من شأنه أن يخرج كل الغضب الكامن في صدور الفلسطينيين ضد العدو الإسرائيلي، هذا إن كان يهتم ملادينوف بتهدئة الأوضاع في المنطقة.
لا ندري من أطلق الصاروخ تجاه تل أبيب، ولكن غزة مهيأة لتكرار مثل هذه الحوادث، كتائب عز الدين القسام لا تستطيع السيطرة على غضب 2 مليون فلسطيني، وهي ليست مسئولة عن حماية امن الاحتلال، فإن أراد المحتل الإسرائيلي الأمن والأمان عليه رفع الحصار كما سبق وقلنا في حادثة مشابهة قبل أيام، عليه أن يراعي مشاعر الفلسطينيين فلا يغدر بأسراهم ولا يهاجمهم أو يستفزهم، عليه كبح سعار المستوطنين في الضفة الغربية وخاصة في القدس والخليل، عليه احترام حرمة المسجد الأقصى وحرمة مقدسات المسلمين.
ملادينوف يتباكى على هدم منزل وجرح سبعة أفراد من اليهود ، ولا يأبه بمنازل الفلسطينيينالتي تهدم كل يوم داخل المناطق المحتلة عام 48 وخارجها، ولا يأبه كذلك باستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين واعتقال المئات شهريا، على ملادينوف أن ينظر إلى واقع المنطقة بعيون إنسانية لا بعيون إسرائيلية إن أراد حقا إحلال السلام في المنطقة.