هناك غياب واضح لبرامج التدخل للأطفال ذوي الإعاقة المعمول بها في قطاع غزة، حيث إن هذه البرامج لا تلبي سوي 5% من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية، وتقدم خدماتها وبرامجها لأعداد بسيطة جدا لهذه الشريحة بسبب غياب تطبيق قانون حقوق المعوقين رقم 4 لعام 1999 على الساحة الفلسطينية منذ سنوات وعدم تفعيل بنوده، بسبب نقص التمويل سواء للمؤسسات الحكومية أو المؤسسات الأهلية، مما أثر سلبًا علي التعامل من قبل الأسرة مع أبنائهم ذوي الإعاقة العقلية الأمر الذي أدى إلى نظرة المجتمع السلبية لهذه الشريحة وأسرهم، وما نتج عن ذلك فرض العزلة عليهم.
ويعتبر مفهوم التدخل المبكر كنظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم للأطفال منذ الولادة وحتى سن 6 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة.
ويشمل التدخل المبكر الأطفال منذ الولادة حتى سن المدرسة، لأن الأطفال يعتمدون على والديهم لتلبية حاجاتهم، وهكذا يركز التدخل المبكر على تطوير مهارات أولياء الأمور وقدراتهم على مساعدة الأطفال على النمو والتعلم. لذلك لا بد من تشكيل فريق من الاختصاصات المختلفة للعمل على تلبية هذه الحاجات قدر الإمكان.
الفئات المستهدفة في برامج التدخل المبكر: الأطفال المتأخرون نمائيًا في مجال أو مجالين من مجالات النمو في أول سنتين، والأطفال الذين هم في حالة خطر، والأطفال الذين يعانون من حالات إعاقة عقلية أو جسمية.
مبررات التدخل المبكر: يعتبر التعليم في سن ما قبل المدرسة أسهل وأسرع من التعليم في أي مرحلة عمرية، ويتبع الأطفال المتأخرون في النمو نفس مسار النمو الطبيعي مع أنه في العادة لا يكون على نفس المستوى الوظيفي، وحتى يكون لأسر الأطفال ذوي الإعاقة قواعد ثابتة عن كيفية تنشئة أطفالهم حتى يتجنبوا الوقوع في مشكلات مستقبلية.
والتأخر النمائي في السنوات الخمس الأولى قد يكون من بين الأسباب الرئيسة لاحتمالات ظهور سلبيات تستمر مدى الحياة، وتقع مسؤولية غرس المبادئ والمهارات باختلاف أنواعها على عاتق الوالدين.
برامج التدخل المبكر
ومن برامج التدخل المبكر، الخدمات التي تقدم في المنزل والتي تهدف إلى تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة وتعليمهم المهارات الضرورية ضمن البيئة البيتية، مثال ذلك برنامج البورتج.
الخدمات التي تقدم في المراكز: وقد تكون هذه المراكز مستشفيات أو مراكز خاصة. يمضي الأطفال في هذه المراكز من (3-5) ساعات يومياً ويتم تدريبهم على مختلف المجالات.
وبرامج الدمج، يقصد بها الدمج بين الخدمات التي تقدم في المنازل والمقدمة في المراكز من أجل تلبية حاجات الأطفال وأسرهم بمرونة أكثر.
أما برنامج التدخل من خلال وسائل الإعلام: يتم من خلال استخدام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لتدريب أولياء الأمور على كيفية التعامل مع أطفالهم الصغار.
ويكون ذلك من خلال توعية الأسرة والمواطنين كافة بالمطاعيم للوقاية من الأمراض والحوادث المنزلية وطرق الوقاية منها. والتغذية الجيدة وأثرها على نمو الطفل والإسعافات الأولية.
استراتيجية مقترحة للتدخل المبكر مع الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية:
لا تعتبر عملية التعلم سهلة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية بسبب الانخفاض في القدرة العقلية، لذا تحتاج إلى خطوات خاصة على المعلم اتباعها عند تعليم هذه الفئة، ومن أهم هذه الخطوات: يفوز المعلم بانتباه الطفل أكبر وقت ممكن، والتدرج مع الطفل من المهارات البسيطة إلى الأكثر صعوبة، وتعزيز الطفل عند القيام بمحاولات ناجحة، وإعادة المعلومات السابقة عند إعطاء الطفل معلومة جديدة وتنمية الجوانب النمائية (التذكر والانتباه والإدراك) وتنمية القدرة على العناية بالذات، وتنمية القدرة على التواصل الاجتماعي، وإزالة المثيرات المشتتة واستخدام أسلوب النمذجة.
تقييم أثر وفعالية برامج التدخل المبكر: يشتمل تقييم أي برنامج للتدخل المبكر للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية على الطفل.
ومن أكثر المقاييس المستخدمة في تقييم الطفل هي نسبة الذكاء، ويكون ذلك من خلال الاختبارات المتوافرة، ويمكن اعتبار نسبة الذكاء واحدة من أهم الأمور لتقييم البرنامج بالنسبة للطفل ولكنها ليست الوحيدة. والكفاءة الاجتماعية وهي الهدف الحقيقي لأي برنامج من برامج التدخل المبكر، هو الكفاءة الاجتماعية لدى الأفراد، ويتعلق بدرجة نجاح الطفل في أداء المهمات الاجتماعية وآماله، وتوقعاته، ومن بين المجالات التي تعتبر من النتائج الهامة لبرامج التدخل المبكر والتي يمكن قياسها بسهوله صحة الطفل، المعرفة والإدراك، والتحصيل الأكاديمي، وتطور الشخصية، والدافعية والعائلة حيث تلعب الأسرة دور كبير من خلال المشاركة في برامج التدخل المبكر، ولا بد من تعميم آثار البرامج على العائلة.