تواجه المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة تحديات كبيرة في المنهاج التعليمي، وتقف صامدة في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدارسنا في القدس المحتلة بهدف إلزامها بالمناهج الإسرائيلية وإلا ستواجه هذه المدارس العقوبات الصارمة من قبل ما تسمى وزارة المعارف الصهيونية وسيتم وقف الموازنات وتجفيف الدعم المالي لها.
إن المدارس الفلسطينية في الجانب الشرقي من القدس المحتلة، تواجه مخاطر كبيرة تهدف إلى تشويه وتحريف مناهج التعليم وإلغاء الأسماء العربية الإسلامية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، كما يفرض الكيان الصهيوني على المدارس الالتزام بالخطة الصهيونية التعليمية السنوية، ويقوم الكيان بتشديد المراقبة داخل المدارس في القدس المحتلة، ويعمل على متابعة الكلمات التي تمس الأمن الإسرائيلي ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
وقد عقد الكنيست الصهيوني حديثًا عددًا من الجلسات لمناقشة المنهاج الفلسطيني والمطالبة بعدم تدريسه للطلاب المقدسيين والعمل على إلزام المدارس العربية في القدس بالمناهج الصهيونية؛ حيث وصف نواب الكنيست الصهاينة المنهاج الفلسطيني بأنه تحريضي وإرهابي ويؤثر في تربية الطلاب المقدسيين؛ حيث تبرز على السطح هذه الأيام مناقشة المنهاج الفلسطيني في أروقة الكنيست في ظل عدم مقدرة الكيان الصهيوني على وقف انتفاضة القدس والخوف الإسرائيلي من ازدياد العمليات الفدائية في المدن الرئيسة مثل (تل أبيب) والقدس المحتلة، وإن الجمعيات الصهيونية والنواب في الكنيست يطالبون حكومة (نتنياهو) العنصرية بإلزام المدارس العربية في القدس بتدريس المنهاج الصهيوني، ويشددون على ضرورة منع الموازنات المالية عن المدارس العربية التي لا تلتزم بقرارات ما تسمى وزارة المعارف في الكيان.
إن التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة يواجه هجمة صهيونية شرسة، حيث تمنع سلطات الاحتلال التوسع ببناء المدارس الفلسطينية في المدينة المقدسة، في ظل النقص الكبير في الصفوف المدرسية حيث تفيد المصادر المقدسية بأن هناك نقصَ ما يقارب 3000 غرفة صفية في مدارس القدس المحتلة؛ كما تستهدف الهجمة طمس الثقافة الإسلامية العربية والضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والقوانين الدولية التي تضمن الحق بالتعلّم للمواطنين الذين يرزحون تحت الاحتلال.
إن المحاولات الصهيونية لتهويد التعليم في القدس المحتلة متواصلة, وتستهدف تشويه المنهاج الفلسطيني والعمل على دمج الطلاب المقدسيين في المدارس الصهيونية المختلطة، بهدف تغيير فكر الجيل الفلسطيني وقتل التفكير والإبداع وطمس الهوية الإسلامية الفلسطينية، وتشويه التاريخ الإسلامي والحضاري للقدس المحتلة، كما تواصل سلطات الاحتلال سياسة الاعتقالات المستمرة بشكل يومي بحق الطلبة المقدسيين ومنعهم من دخول مدارسهم واحتجازهم في مراكز الشرطة لساعات طويلة بذرائع واهية، علاوة على استهدافهم بشكل متعمّد وقتلهم والتنكيل بهم.
إن سلطات الاحتلال الصهيوني تعمل على إلزام المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة بتدريس المناهج الإسرائيلية, حيث قامت بتوزيعها على المدارس العربية في القدس وتهديد الإدارات المدرسية والمدرسين المقدسيين، وهذا يخالف القوانين والعهود الدولية، حيث تنص معاهدة جنيف الرابعة على الوضع التعليمي في البلاد المحتلة حيث يقع على عاتق الدولة المحتلة توفير الأجواء التعليمية المناسبة للطلبة دون المساس بمجرى العملية التعليمية أو منع استمرارها.
وبحسب دراسات حديثة حول التعليم في القدس المحتلة, فإن ما تسمى وزارة المعارف في الكيان قامت بالسابق بتشويه المنهاج الفلسطيني وتغيير وحذف الكثير من المصطلحات الوطنية, فقد تم حذف مصطلح النكبة، وأدخلت على المنهاج مصطلحات جديدة للتأكيد على يهودية المدينة والأراضي الفلسطينية بأكملها مثل "حائط المبكى" بدلا من "حائط البراق" و(يهودا والسامرة) بدلًا من "الضفة الغربية", كما واستبدلت ترويسة (شعار) السلطة الفلسطينية على الكتب بشعار بلدية الاحتلال، إضافة إلى منع الطلاب من إلقاء النشيد الوطني الفلسطيني من خلال الإذاعة المدرسية، كما قامت دائرة المعارف بشطب قصيدة "عائدون" للشاعر هارون هاشم رشيد من كتاب لغتنا الجميلة للصف السابع، وألغت درس "معركة حطين" من كتاب التربية الإسلامية للصف السادس، وقامت بشطب تمرين من كتاب التربية الإسلامية يسأل عن كيفية المحافظة على فلسطين، وتمرين آخر يتحدث عن كيفية مواجهة مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات".
إن التعليم الفلسطيني في مدراس القدس يتعرض للخطر الشديد، ويتطلب من السلطة الفلسطينية زيادة الدعم والموازنات المالية للمدارس في القدس وإنقاذ العملية التعليمية من مخاطر التهويد، ويجب العمل على فضح الجرائم الصهيونية بحق التعليم في القدس في المؤسسات الدولية في ظل انتهاك القوانين التي تكفل حرية التعليم، ويجب علينا كفلسطينيين العمل على بناء المزيد من المدارس ومواجهة المخاطر الصهيونية التي تستهدف تهويد التعليم في القدس وإغلاق المدارس الفلسطينية وتهديد وطرد المعلمين المقدسيين.