فلسطين أون لاين

تقدير موقف

المرشحون الإسرائيليون يقدمون تصوراتهم لـ"مسألة غزة"

في الوقت الذي تحث فيه الأحزاب الإسرائيلية خطاها نحو الاستحقاق الانتخابي الوشيك، تبرز ما باتت تسمى في العرف السياسي الإسرائيلي "مسألة غزة" بقوة في برامج المرشحين، كونها طرحت نفسها على أجندة البرامج الانتخابية.

ينطلق المرشحون والأحزاب الإسرائيلية من أهمية وضع غزة على رأس برامجهم الانتخابية من قناعة مفادها أنه منذ تطبيق خطة الانفصال عن غزة من جانب واحد عام 2005، فإن الوضع الميداني آخذ بالتدهور عاما بعد آخر، مما يجعل من طرح موضوع غزة على البرامج الانتخابية الإسرائيلية أمرا مشروعا ومبررا.

يتحدث الإسرائيليون في عمومهم أن الحاجة باتت ملحة لإدخال مساعدات إنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، مقابل استهداف حماس بصورة قاسية، ويقترح بعضهم أن يتم ذلك من خلال مظلة إقليمية واسعة، يتلوها تثبيت خطة الجدار الحديدي القاضية بانفصال نهائي عن القطاع، مع تعزيز ما تصفهم إسرائيل بـ"العناصر المعتدلة" للإسهام في التطوير الاقتصادي والاجتماعي في غزة.

لا يرى الإسرائيليون في عمومهم تناقضا بين تكثيف المساعدات الإنسانية للقطاع، باعتباره ينزع فتيل مواجهة وشيكة، وبين تطبيق خطة عملياتية لإخضاع حماس، رغم تكرار هذا المصطلح عدة مرات في السنوات الماضية دون جدوى.

لعل ما يجعل من "مسألة غزة" ذات أولوية متقدمة على سواها من القضايا في البرامج الحزبية الإسرائيلية أن الانتخابات الجارية تحصل وفي خلفيتها استمرار مشاهد البالونات الحارقة والطائرات الورقية والعبوات الناسفة وإشعال الحرائق في المستوطنات الجنوبية المحاذية للقطاع.

في الوقت ذاته، تعتقد أحزاب إسرائيلية أن تدهور الوضع الميداني في غزة ليصل مرحلة مواجهة عسكرية ليس مصلحة إسرائيلية، كما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يعاني تحقيقات بالفساد، ويمر بحملة انتخابية ليس لديه ما يمكن اعتباره "تفويضا أخلاقيا" بالذهاب لحروب جديدة في غزة، لأن الحل في غزة يمر عبر تسوية شاملة تشمل وقف العنف وإعادة الاعمار وإزالة الحصار.

يصل الإسرائيليون بمختلف توجهاتهم الحزبية وقناعاتهم السياسية عشية الذهاب إلى صناديق الاقتراع أن حماس طالما ترفع رأسها في مواجهة إسرائيل، فإن ذلك يجعل كل المبادرات السياسية تتنحى جانباً، ويعزز الحاجة إلى حسم المعركة عسكريا في غزة من خلال استئصال موارد حماس الثلاثة: الأيديولوجيا، والتمويل، والعمليات.

كما تتحدث بعض البرامج الحزبية الإسرائيلية عن استئناف سياسة الاغتيالات الموجهة لقادة حماس، وتقليص المستحقات المالية لمنفذي العمليات، ووقف الأموال القطرية لحماس، وسن قانون إعدام المسلحين، وقف إعادة جثامين منفذي العمليات لعائلاتهم، وهدم منازل المسلحين، بل إن أحد المرشحين لم يتورع عن القول بأن برنامج حزبه السياسي يدعو إلى تحويل مبالغ مالية لسكان غزة المعنيين بالهجرة خارجها.