قال وزير الجيش الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان إنه لا مفر من حرب رابعة وأخيرة على قطاع غزة، لكسر أي قوة لدى الفلسطينيين هناك، وقال إن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين في غزة لا تكون إلا بكسر إرادتهم وإيمانهم وأملهم بأن يرمونا في البحر يوما ما .
ليبرمان هنا يعبر عن حقيقة ما يفكر به العدو الإسرائيلي في التعاطي مع الشعب الفلسطيني وقضيته، فهو يرى أنه لا يمكن عقد اتفاق مع الفلسطينيين إلا إذا كانوا في حالة ضعف واستسلام، وليس لديهم القدرة على التفكير خارج إطار الضعف والهوان، وأعتقد أنه على هذا الأساس تم توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا لم تقم دولة أوسلو خلال خمس سنوات كما هو مخطط له ، ولا خلال ربع قرن، والحديث الآن يدور عن حل اقتصادي لا علاقة له بحل الدولتين .
أن تكون هناك حرب رابعة بين الاحتلال والشعب الفلسطيني هو أمر مؤكد، فما دام يوجد احتلال توجد مقاومة، أما أن تكون الحرب الرابعة هي الحرب الأخيرة فهذا صعب، لأنه ما زال أمام دولة الاحتلال سنوات تعيشها على أرض فلسطين قبل أن تأتي الحرب النهائية لتكنسها عن بكرة أبيها، أما انتظار كسر إرادة الفلسطينيين وإيمانهم فهذا يبعث على السخرية وخاصة إذا صدر الكلام عن رجل تعهد بالقضاء على قائد في حماس خلال 48 ساعة، ولم ينفذ وعوده رغم قيادته وزارة الحرب الإسرائيلية. ذهب ليبرمان وبقي القائد في حماس يحقق إنجازاته، فمن لا يقدر على فرد واحد في حماس فكيف له أن يفكر في كسر إرادة شعب بأكمله ؟
رغم أن ما يقوله ليبرمان مجرد هلوسات ولكن لا بد للقيادة الفلسطينية أن تعي كيف يفكر قادة الاحتلال، لا بد أن نكون على يقين أن " إسرائيل" لن تمنحنا دولة ولا حق تقرير المصير فضلا عن سماحها بعودة اللاجئين، لا بد للقيادة الفلسطينية أن تدرك قبل فوات الأوان أن الوحدة الفلسطينية أولى من اللقاء مع العدو الإسرائيلي والعودة إلى طاولة المفاوضات، أما ليبرمان فسيدرك أنه مجرد دخيل على هذه الأرض ولن يطول به المقام.