فلسطين أون لاين

​محمد قديح يلحق بوالدته وشقيقته شهيدًا

...
خان يونس - محمد أبو شحمة

"دائما كان يطلب الشهادة، ويتحدث أن الدنيا دار ممر، والآن أمي وشقيقتي بانتظاره"، هذه كانت كلمات بسمة، شقيقة الشهيد القسامي محمد قديح، الذي ارتقى خلال عمله في أحد أنفاق المقاومة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة مساء أول من أمس.

بصبر واحتساب وثبات ودّعت شقيقة قديح الشهيد الثالث في أسرته، بعد استشهاد والدتها وشقيقتها بعد قصف إسرائيلي لفناء منزلهم في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس عام 2011.

وسبق أن ودّعت شقيقة قديح والدتها نجاح (45 عاماً)، وشقيقتها نضال (19 عاماً)، في نفس المشاهد التي استقبلت بها جثمان شقيقها محمد، الذي استشهد بعد إصابته بنوبة قلبية خلال عمله بنفق للمقاومة، وفق ما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

تقول قديح لـ"فلسطين": "محمد دائماً كان يطلب الشهادة، وأمي الآن تستقبله إن شاء الله، ونحتسبه شهيداً، لأن شقيقي كان يتحدث عن الشهادة وفضلها للإنسان المسلم، ونحمد الله على استشهاده".

وتضيف: "بعد استشهاد والدتي وشقيقتي كان محمد محتسباً وصابراً دائماً، وعمل على صيام يومي الاثنين والخميس مع كل أسبوع، مع مشاركته في جميع جنازات الشهداء في منطقة خان يونس".

وتتابع: "عمل محمد للشهادة، وكنا نقول له: يا أخي نحتاج إليك معنا، فكان يرد أن الدنيا فانية وكلنا سوف نلقى الله، وليس خسارة في رب العالمين، والله يبتلي المؤمنين، والحمد لله على فضل الشهادة".

مهند قديح، ابن عم الشهيد، عايش الساعات الأخيرة قبل استشهاد محمد في المسجد الذي صلى به صلاة العشاء في بلدته عبسان الكبيرة.

يقول مهند لـ"فلسطين": "كانت اللحظات الأخيرة من حياته غريبة، حيث لم تفارقه الابتسامة بعد انتهاء صلاة العشاء معنا، وتحدث معنا بشكل مطول، وهي المرة الأولى التي يستمر حديثه لهذه المدة".

ويضيف: "طلب قبل مغادرته شيئا غريبا، وهو زراعة شجرة صبار في المنطقة التي يسكن فيها، وتحدث لنا عن فوائدها الكثيرة، وكان خلال حديثه يبتسم".

وأشار إلى أن الشهيد عرف عن التزامه بالصلاة، وحب جيرانه وأهله له، بسبب طيبة تعامله مع جميع من عرفه، وعمله المقاوم.

ويصف ابن عمه نبأ استشهاد محمد بـ"الصادم والفاجع" لعائلته، كونه يعد الشهيد الثالث لأسرته بعد استشهاد أمه وشقيقته بقصف إسرائيلي لمنزلهما في 2011.

ونعت كتائب القسام في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، المقاوم محمد إبراهيم قديح "24 عاماً" من بلدة عبسان الكبيرة، الذي استشهد بعد إصابته بنوبة قلبية خلال عمله في أحد أنفاق المقاومة.