فلسطين أون لاين

​كيف تتعامل إن اكتشفت متخابرًا داخل بيتك؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ خضر عبد العال:

تستمر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة إلى جانب أجهزة أمن المقاومة بتتبع وكشف العملاء والمتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يظهر جليًا من إعلان وزارة الداخلية في القطاع في مرات عدة كشفها عددًا من العملاء.

وفي الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، مقطع فيديو يتضمن اعترافات خمسة من عملاء الاحتلال، اعتقلهم جهاز الأمن الداخلي ضمن 45 عميلاً في إطار الجهود الأمنية لمكافحة التخابر مع الاحتلال، لاسيما بعد الحدث الأمني في المناطق الشرقية لخانيونس في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

ويوضح مسؤول في موقع "المجد الأمني" أن الجهد المبذول من الأجهزة الأمنية والمقاومة كبير، لافتا إلى أن على المواطنين المساهمة في مساندتها من أجل مكافحة التخابر مع الاحتلال الذي يضر بسمعة الشعب الفلسطيني.

ويقول المسؤول لصحيفة "فلسطين" مفضلا عدم كشف اسمه لدواع أمنية: "إن الأسرة الفلسطينية هي الحصن الأول للشعب والمقاومة، لذا من الضروري حماية أفرادها من السقوط الأمني في وحل التخابر".

ويقدّم المسؤول مجموعة نصائح لحماية العوائل الفلسطينية وأفرادها من السقوط الأمني، بالقول: "لا بد أن نجتهد في منع سقوط أبنائنا، من خلال متابعتهم وتربيتهم وتوجيههم، ومعرفة مستجداتهم وصحبتهم وسلوكهم في البيت والحارة والمدرسة والجامعة، وهذا ليس من باب التقييد إنما من باب المتابعة والتقويم".

ويلفت إلى أنه يتوجب على الآباء تربية أبنائهم على تجنب الفضول؛ لأنه يسعى بالشخص لمعرفة معلومات لا تعنيه، أو التلصص لإرضاء فضوله، وهذا يؤهله للإسقاط.

كما ينبغي على الآباء تعليم أبنائهم السرية والكتمان في كل أمورهم الحياتية، بحسب المسؤول ذاته.

وردًا على تساؤل: "ماذا لو تم إسقاط أحد أفراد العائلة وتم كشف أمره أنه متخابر، كيف نتعامل!" يجيب المسؤول: "يجب عدم مواجهته أو التعامل معه أو التحقيق بمفردك معه مهما كنت قوياً، ثم سارع إلى التوثيق والاحتفاظ بأي دليل قد تجده في البيت من باب التأكيد".

ويتابع: "بعد ذلك يتوجب عليك المسارعة في إبلاغ رب الأسرة عما توصّلت إليه، مع ضرورة الحفاظ على سرية الأمر، فالمحافظة على السمعة أمر ضروري في المجتمع المحيط".

وينبه المسؤول على من يكتشف متخابرا في بيته: "لا تقم بمراقبته في تحركاته، واعلم أن هذا المتخابر هو ضحية للإرهاب الصهيوني، ويمكن إصلاحه".

ويشدد على ضرورة المسارعة في إبلاغ الأجهزة الأمنية المختصة بالموضوع، مشيرًا إلى أنها ستحافظ على السرية والكتمان، كما أنها ستتولى متابعة الأمر وحله دون فضحه للعلن.

ويوضح أنه قد يكون هذا الشخص "المتخابر" في بداية ارتباطه، فتكن أنت له طوق النجاة.

"على كل الأحوال قد يكون الأمر صعباً، فكيف لمواطن أن يتلقى صدمة مثل هذه، وكيف سيتعامل مع الحدث؟، لكن بهذه الخطوات سابقة الذكر ستكون قد أنقذت بيتك من السقوط أو التخابر، وقد أنقذت شعبك من متخابر قد يلحق بك وبالناس الأذى أو الاعتقال والقتل"، يتابع المسؤول حديثه.

التوعية والعلاج

وحول التوعية والعلاج النفسي، يشير إلى أنهما ليستا مسؤولية الأسرة فقط، بل مسؤولية المجتمع والأجهزة الأمنية والمدارس والجامعات والمدارس، فجميعها مسؤولة عن التخابر قبل وقوعه من خلال التوعية، وبعد وقوعه من خلال العلاج النفسي.

ويبيّن أن دور التوعية يسبق سقوط المتخابر في وحل العمالة، حيث إن للأسرة دورا مستمرا في تنبيه الأبناء وتوعيتهم بأساليب الإسقاط، أو أي مشكلات أخرى قد تواجههم كالابتزاز وغيرها، حيث إنها إجراء وقائي وليس علاجيا، يأتي قبل المشكلة وليس بعدها.

وهذا –بحسب المسؤول- لا يعني أن نقطع الأمل نهائياً مع المتخابر، بل يجب أن نواصل التوعية في كل الأوقات، وعلينا أن ننتقل إلى العلاج لهذه المشكلة، ومنه العلاج النفسي؛ لأن المتخابر قد تعرّض لضغط نفسي وابتزاز وتهديد.

بدورها تعقد المديرية العام لمراكز الاصلاح والتأهيل التابعة لوزارة الداخلية بغزة العديد من البرامج الهادفة لعلاج النزلاء المتخابرين بعد انتهاء فترة التحقيق.

ويعدد مدير عام مديرية مراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية العقيد فؤاد أبو بطيحان، البرامج المنعقدة للنزلاء، ومنها البرامج التعليمية والدينية والتوعوية والنفسية والرياضية والترفيهية.

ويوضح أبو بطيحان لصحيفة "فلسطين" أن برامج التعليم تشمل، محو الأمية والتعليم الموازي، في حين تتعدد البرامج الدينية في تعليم الصلاة والعبادة والقرآن ودورات التلاوة، أما البرامج التوعوية فتشمل دورات في الأمن والأليات التي يستخدمها الاحتلال في اختراق المجتمع الفلسطيني.

وحول معالجة نفسية النزلاء، يلفت إلى وجود عدة أنشطة من شأنها تحسين نفسية النزيل، منها، الاتصال هاتفيًا مع العائلة مرتين أسبوعيًا إضافة لزيارة، عدا عن الزيارات الخاصة التي يطلبها النزيل بنفسه.

ويضاف إلى ذلك البرامج الترفيهية التي تعقدها المديرية تجمع خلالها النزلاء مع أطفالهم وعوائلهم.

كما تتيح مديرية الإصلاح والتأهيل مكتبة تشمل كتب متنوعة يتردد عليها النزلاء في أوقات محددة، عدا عن التمارين الرياضية.