قال ايدي كوهين، وهو إعلامي إسرائيلي ومستشار في مكتب رئاسة وزراء العدو إن دولة الاحتلال (إسرائيل) معنية بعقد اتفاقات أمنية مع الدول العربية على غرار مصر والأردن من أجل حماية متبادلة للحدود، أما الشعوب العربية فأكد كوهين أن إسرائيل لا تهمها الشعوب الرافضة للتطبيع مع دولة الاحتلال وسيتم إبرام اتفاقات أمنية مع " ولاة الأمر" رغم أنف الشعوب العربية.
عندما تحدث كوهين عن الشعوب العربية ظهرت عليه علامات الحنق والغضب والقهر الشديد، حتى أنه بدأ يتكلم كما نقول بالعامية " مثل الرداحات"، وعندما يكون المتحدث أكاديميا وإعلاميا ومستشارا سياسيا رفيع المستوى فهو يعرف ما يقوله، وحسرته مبنية على معرفة دقيقة لواقع الشعوب العربية، حيث لا أمل لدولة الاحتلال بالتطبيع معها ولا أمل باختراقها بأي شكل من الأشكال.
يمكن لدولة الاحتلال "إسرائيل" أن تعقد اتفاقات أمنية مع الأنظمة العربية ولكن ليس لحماية حدود الدول العربية وإنما لحماية أمن دولة الاحتلال، سواء كانت لها حدود مع الدول المطبعة أم لم تكن، فبعض المطبعين لا حدود لدولهم معدولة الاحتلال، ومع ذلك لا حدود لوقاحتهم وتذللهم لليهود، فما الذي يدفع وزير خارجية عربيا أن يتخفى ويستخدم السلالم الخلفية ومواقف السيارات، ويمشي بمحاذاة مجارير الصرف الصحي فقط من اجل لقاء بنيامين نتنياهو أو حتى تسيبي ليفني التي كان آخر عهد لها بالعمل السياسي ذلك اللقاء المشبوه.
ايدي كوهين يبدو عليه الحزن الشديد لأنه يعلم في قرارة نفسه أن الاتفاقات التي ترفضها الشعوب لا تدوم، ولذلك هو يراقب حركة الشارع العربي، شعر بقلق شديد حين تحرك الشارع الجزائري في الأيام الأخيرة، ويخشى أن تكون بداية لربيع عربي جديد يطيح بكل الأنظمة المقربة من دولة الاحتلال "إسرائيل"، ليس فقط كوهين من يخشى ذلك ويتوقعه بألم، بل كل قادة الاحتلال يعلمون أنهم كلما تقربوا من حاكم عربي خلعوا بعض مسامير عرشه، حتى إذا وصلوا إلى ما يصبون إليه انتهى به المطاف قتيلا أو سجينا أو طريدا. أما كوهين نفسه فالأفضل له أن يبحث له عن وطن آخر، فالظروف التي أتاحت له فرصة العيش على أرض فلسطين لن تتاح لأبنائه أو أحفاده على أبعد تقدير والله أعلم.