ما قالهوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في لقائه مع ممثلي الفصائل الفلسطينية يبين الهدف الذي تسعى موسكو إلى تحقيقه، حيث قال لافرورف : إن المطلوب من الفلسطينيين توحيد صفوفهم وتمثيل أنفسهم بشكل موحد في المفاوضات مع الإسرائيليين، وإن استمرار الانقسام يعطي الذريعة لبعض الأطرافالخارجية للادعاء بأن حل الدولتين بات مستحيلا .
من الواضح أن موسكو لا ترى في الانقسام الفلسطيني سوى عقبة أمام تنفيذ اتفاقية أوسلو، وحديث لافرورفيظهر أنه لا معلومات لديه حول التباين الشديد بين برنامجي المقاومة والتسوية، وهو يعتقد أن الخلافات حزبية ويمكن تسويتها بسهولة، ولذلك كان اللقاء فاشلا بامتياز.
وفد فتح اشترط للقاء مع حركة حماس عدم طرح موضوع المصالحة، وأنا لا أدري ما الذي سيناقشونه غير المصالحة؟ بالنسبة لصفقة القرن مرفوضة تماما مثل اتفاقية أوسلو، ولا تحتاج إلى من يرعى لقاء للفصائل لتأكيد ذلك. كل الفصائل أكدت رفضها صفقة القرن دون حاجة إلى إضاعة الوقت والمال وبعث الآمال الكاذبة في نفوس الناس.
حركة الجهاد الإسلامي أعلنت رفضها التوقيع على البيان الختامي بسبب تحديد الدولة الفلسطينية بمناطق 67، و كذلك وصف منظمة التحرير بالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني دون اشتراط إعادة تأهيلها كما نصت عليه اتفاقات داخلية سابقة، وهذا موقف جيد، وبغض النظر عن الغموض الذي اكتنف موضوع البيان الختامي، فإنه لا بد من ربط إقامةالدولة في حدود 67 وتمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني بوثيقة الوفاق الوطني .
ربما كان اللقاء في موسكو فرصة لنزع فتيل الأزمة والتخفيف من معاناة سكان القطاع ولكن يبدو أننا ذاهبون بالاتجاه المغاير تماما. أعتقد أن لقاء موسكو كان فرصة ذهبية لتقليل فرصة الانفجار والمواجهات بين غزة والعدو الإسرائيلي، لأن قطاع غزة لم يعد يحتمل المزيد من الضغط والمزيد من اللقاءات العبثية الفاشلة. إن لم تحصل انفراجة خلال الأيام القليلة القادمة فإن الانفجار سيسبق نهاية هذا الشهر، والله أعلم .