فلسطين أون لاين

يسخرون من ابني

...
غزة/ هدى الدلو

عاد كريم ذو الأعوام السبعة من مدرسته باكيًا وشاكيًا لوالدته مضايقات زملائه في المدرسة، الذين لا ينادون عليه إلا "يا أبو راس طنجرة" بسبب كبر حجم رأسه، ويسخرون منه، فطلب من والدته أن تأتي المدرسة لتضع حدًّا لهم، وإما أن قدميه لن تعتبا باب مدرسته، ذهبت الأم إلى المدرسة من أجل نفسية طفلها واسترداد حقه، ولكن الأمر الذي جهلته أنه اعتمد عليها فيما بعد؛ ففي هذه الحالات قد يلقى الطفل كثيرًا من المضايقات عند احتكاكه بغيره، فكيف يمكن للأم أن تعلم طفلها كيفية التعامل مع تلك الأمور؟

الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار قالت: "في كثير من الأحيان يلقى الطفل العديد من المضايقات والانتقادات عندما يكون مختلفًا عن أقرانه وزملائه، كأن يكون لديه إعاقة أو اختلاف في سلوكه، أو طريقة تعامله أو حديثه أو غيره، لذا وجب على الأم أن تزرع في الطفل ثقته بنفسه، لأنها تجعله أقل عرضة للاستهزاء وتضمن عدم تأثره بالمضايقات".

وأشارت إلى أن الأم هي المصدر الأساسي في تعلم آليات التعامل مع الآخرين، ولها دور داعم للوقوف بجانبه دائمًا، وكذلك على الأم تعليم الطفل تفهم الآخرين وتجاهلهم، وتعويده التحكم بمشاعره وردود أفعاله تجاههم، والرد عليهم بطريقة إيجابية، ما قد يترك لدى الآخرين جانب خجل بعدم التعرض له مرة أخرى.

وأوضحت أبو شرار أنه يجب على الأم تعويد الطفل عدم الخوف من الذين يسخرون منه، والتعامل معهم بحزم وجدية، وتعريف الطفل بقدراته لتجعله متميزًا من الآخرين.

وتابعت حديثها: "وفي حال عدم اهتمام الأم بالمضايقات التي يلقاها طفلها يصبح عرضة للتأثيرات النفسية بسبب الاستهزاء به؛ فيصبح أكثر حساسية، وقليل الاحتكاك بالآخرين، ما يجعله يتجه نحو العزلة والانسحاب، وتقل علاقاته الاجتماعية، وقد يصبح طفلًا عنيفًا تجاه من ينتقضهم، خاصة في المستقبل".

ولفتت أبو شرار إلى أنه يجب على الأمهات تعزيز ثقة أطفالهن بأنفسهم دائمًا، وتعليمهم مهارات اجتماعية إيجابية في التعامل مع تلك المضايقات، وعلى الأم أن تكون الداعم الأساسي لإكساب الطفل ثقته بنفسه.