الإعاقة هي عدم قدرة جسم الإنسان على القيام بوظائفه الطبيعية نتيجة وجود نسبة عجز لديه في عضو معين، أو تأخر في نمو عضو معين لديه، أو خلل وظيفي يصيب أحد أعضاء أو أنسجة الجسم؛ فلا يعمل هذا العضو العمل العادي السليم.
العديد من الأسباب تؤدي إلى هذا العجز، ومنها الاحتلال الذي لعب دورًا كبيرًا في زيادة أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، خاصة قطاع غزة، إذ أصبحت الأسباب واضحة جدًّا، وبحاجة إلى تدخل سريع للحد من تفاقمها وزيادتها.
إن تفهم أسباب الإعاقة يساعد على الوقاية منها، وبذلك تجنب أعداد كبيرة من حالات الإعاقة التي قد تترك عبئًا ثقيلًا على الفرد والأسرة والمجتمع، لما تحتاج له من إمكانات مادية وبشرية كبيرة.
يمكن تقسيم أسباب الإعاقة إلى مراحل، تمثل كل مرحلة خطرًا قد يأتي بإعاقات، ويمكن العمل إبان هذه المرحلة للتقليل من خطورتها.
أسباب قبل الولادة:
العوامل الوراثية مثل زواج الأقارب أحد الأسباب الرئيسة في إنجاب أطفال ذوي إعاقة، فكلما تكرر زواج الأقارب بين أبناء العائلة كان احتمال حدوث الإعاقة أكبر، خاصة الأمراض الوراثية.
فالأسباب الوراثية هي التي تنتقل بالوراثة من جيل إلى جيل، أي من الآباء إلى الأبناء، من طريق الجينات الموجودة على الكروموسومات في الخلايا مثل: الهيموفيليا والضعف العقلي ومرض السكري والزهري والنقص الوراثي في إفرازات الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى نقص النمو الجسمي والعقلي، ويلعب زواج الأقارب دورًا أساسيًّا في إنجاب أطفال يعانون إعاقات مختلفة، خصوصًا إذا كان التاريخ المرضي للعائلة مليئًا بها.
والنساء اللواتي يتناولن الكحول والعقاقير أو يتعرض للمواد الكيميائية السامة هن أكثر النساء عرضة لإنجاب أطفال ذوي إعاقة، وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل وتورم الجسم).
وسن الأم في أثناء الحمل -خاصة الزواج المبكر- من الأسباب التي تؤدي إلى إنجاب أطفال ذوي إعاقة إذ يكون جسم الفتاة غير مكتمل، لذلك يفضل عدم الإنجاب قبل سن الـ16 أو الـ17، إذ تزيد قبلها نسبة إنجاب أطفال مصابين بالشلل المخي.
ومن ناحية أخرى حمل المرأة في سن ما بعد الأربعين من عمرها حمل خطر قد يؤثر في صحة الجنين، وقد يؤدي إلى زيادة نسبة إنجاب أطفال مصابين بإعاقات مختلفة، وقد تكون فرصة إنجاب طفل من ذوي متلازمة داون كبيرة.
وإصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية يؤدي إلى إنجاب أطفال يعانون تشوهات في القلب والعينين والأذنين، وتناول الأم أدوية قد تكون ذات تأثير سلبي مباشر على الجنين قد يتسبب بحدوث تشوهات خلقية مختلفة، وقد تكون هذه التأثيرات سلبية على الجنين عند استخدام هذه الأدوية في الثلث الأول من الحمل، والاستخدام السيئ والخطأ للأدوية في مرحلة الحمل دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى إنجاب أطفال ذوي إعاقة، وإصابة الأم بمرض الصفرة، وتعرضها للأشعة السينية قد يؤديان إلى حدوث إعاقة للجنين، ومعاناة وكذلك إصابة الأم بمرض السكري، لذا يجب على المرأة في مرحلة الحمل المتابعة الدورية لدى الطبيب، بهدف ضبط نسبة السكر في الدم لديها حتى لا يصاب الطفل بأية مضاعفات، وكذلك سوء تغذية الأم الحامل، فلا يحتوي طعام الأم الحامل على المواد الضرورية لنمو الجنين، يؤدي إلى تشوه الجنين، وعدم توافق فصائل الدم بين الأم والجنين، وتعرض الأم الحامل للغازات السامة يؤثران سلبًا في صحة الجنين داخل رحم الأم، ما يؤدي إلى تشوهات وعيوب خلقية.