استطاعت دولة الاحتلال (إسرائيل) إقرار مشاريع وبناء أكثر من 14 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس منذ تولي د.رامي الحمد الله منصب رئيس الوزراء عام 2013 حتى تقديم استقالة حكومته مع بداية 2019، وبهذا تتضاءل كل الإنجازات التي استطاعت حكومة د.الحمد الله "إنجازها" رغم أننا لم نلمس سوى التدهور في الأوضاع الاقتصادية والسياسية، إلى جانب فشلها في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية التي توكلت بها حكومة الوفاق الوطني عند تشكيلها عام 2014.
الاستيطان الإسرائيلي يعد أكبر خطر يواجه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، فإن لم يتوقف الاستيطان فإن الفلسطينيين في الضفة سيتحولون إلى أقلية في بضع سنين، وإذا لم يتوقف الاستيطان ستستمر عمليات التهويد للمقدسات وطرد السكان من القدس ومن ضواحيها، وكذلك ملاحقة الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم في الضفة الغربية بحجة عدم الترخيص ووضع اليد لأغراض عسكرية وفتح شوارع التفافية وما إلى ذلك من مبررات كلها تؤدي إلى غرض واحد وهو اقتلاع الفلسطيني من أرضه.
السؤال الأهم الذي نطرحه على القيادة الفلسطينية وكل حكومة تتولى المسؤولية، متى ستعلنون نجاحكم في كبح جماح الاستيطان وإجبار المحتل الإسرائيلي على وقفه تمهيدا لإزالة المستوطنات في الضفة الغربية؟ إن مقاطعة بضائع المستوطنات وتحريض الدول الغربية على المشاركة فيها شيء جيد، ولكن السيئ أن تغزو البضائع الإسرائيلية الأسواق العربية سرا وعلانية، وكأن الهدف من المقاطعة هو تصنيف الاحتلال الإسرائيلي، إلى شرعي داخل مناطق 48 وغير شرعي في المناطق المحتلة عام 67.
إن استمرار دولة الاحتلال (اسرائيل) في تهويد وتدنيس المقدسات و زرع المستوطنات في أراضي الضفة الغربية وزرع الرصاص في صدور أطفالها ونسائها وشيوخها، مع اكتفاء المسؤولين بالتنديد والاستنكار وطلب الحماية أو التدخل الدولي سيقلب الضفة الغربية رأسًا على عقب، إن مشهد قتل الطالبة الصغيرة سماح الخالدي بدم بارد قد يزلزل الأرض تحت أقدام المحتل الإسرائيلي، لا أتوقع أن تحتمل الضفة الغربية كل هذا الضغط لفترة طويلة، ولذلك أعتقد أن الانشغال بالصراعات الداخلية وتجاهل الأوضاع السيئة التي تمر بها الضفة الغربية وقطاع غزة من جانب الفصائل الفلسطينية وخاصة فصائل منظمة التحرير التي تسيطر على الضفة قد يدفع الضفة الغربية تجاه ثورة عارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي ولا يكون فيها للفصائل الفلسطينية أي مكان لقيادتها أو السيطرة عليها، وكذلك غزة فهي أقرب ما يكون إلى الانفجار في وجه الاحتلال.