فلسطين أون لاين

مدير عمليات "الأونروا" لـ "فلسطين": 3 تحديات تواجه عملنا بغزة وهذا مصير ألف موظف

...
غزة - يحيى اليعقوبي:

قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ماتياس شمالي: إن "أونروا" وبعد التحدي الكبير ماليا وسياسيا الذي واجهته تمكنت من تخطي العام الماضي دون أي عجز لهذا العام، وأن 40 دولة وهيئة ومنظمة ساعدت الوكالة في تخطي الأزمة التي كانت تعاني منها، قائلا: "كان التحدي أمامنا البقاء والمحافظة على ميزانية التعليم والصحة السنوية، ويجب علينا إيجاد 300 مليون دولار لتخطي العام بهذا الخصوص".

وأضاف شمالي في حوار نشرته صحيفة "فلسطين" اليوم الثلاثاء، أن "التحدي الثاني هو السياسي فيما يخص معالجة الوضع الموجود في غزة، فما دام الحصار موجودا يجب أن نبقي على المساعدة الغذائية المقدمة، وما دامت مسيرات العودة والرد العنيف عليها فإننا نحتاج لبقاء خدماتنا، وتقديم فرص العمل مقابل المال.

وكشف أن الوكالة ستطلق "النداء الطارئ" في الأرضي الفلسطينية المحتلة في القدس الأسبوع القادم، ويجب عليها توفير 90- 100 مليون دولار على الأقل لبرنامج الطوارئ في غزة، متوقعا الحصول على بعض الوعود من الدول.

3 مرتكزات

وعن مرتكزات النداء الطارئ، بين أنه يرتكز إلى ثلاثة مرتكزات: الأول تقديم المساعدة الغذائية لمليون شخص، والثاني الدعم النفسي من خلال مدارس ومراكز الوكالة الصحية، والثالث فرص العمل مقابل المال، مشيرا إلى أن المساعدة الغذائية في الربع الأول من السنة تكلف 15 - 20 مليون دولار.

وتابع: "سنستمر في مواجهة بعض الضغوط السياسية بشأن مستقبل أونروا، مثل سؤال: ماذا نفعل؟ وأن ينظر العالم ليس لإيجاد حلول لأونروا بل يجدون حلولا للقضية الفلسطينية".

ونبه إلى أنه في هذا العام سيجدد لولاية "أونروا" لثلاث سنوات قادمة، مردفا: "عمرنا سبعون عاما وهناك دول تسأل عن مدى جدوى وجودنا وهل نستمر في تسجيل اللاجئين أم لا، ونحن واثقون أن يجدد لولاية أونروا وسنكون مهيئين لأن تكون هناك أسئلة صعبة نجيب عنها وضغط قوي علينا".

وحول إن كانت الوكالة تتعرض لمحاولات إنهاء، قال شمالي: "هناك في المجتمع الدولي من يريد أن تنتهي أونروا وهناك من سيعمل على بقائها، ولن نختفي إلا بانتهاء محنة اللاجئين أو وجود حل لهم".

ولفت إلى أن التجديد لولاية الوكالة يتم بموافقة أغلبية الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال: "بناء على ما نراه من خلال علاقتنا مع الدول فنحن واثقون أن يجدد لنا".

وأضاف: "لست خائفا على "أونروا" بقدر أنه لا يوجد أفق سياسي وضغط من المجتمع الدولي لحل المسألة، فبعد سبعين سنة من النكبة لا يوجد أي ضغط سياسي للحل، ونحتاج لهذا الحل لهؤلاء الأولاد الذين هجروا وأصبحوا لاجئين".

خطوات المواجهة

وعن خطوات "أونروا" في مواجهة التحديات، أكد أن الوكالة – بالجانب المالي – ستحافظ على ما كانت عليه في العام الماضي، مشيرا إلى أن هذه الجهود يديرها المفوض العام للوكالة وحتى الآن زار دولا عدة من ضمنها إسبانيا وروسيا وبلجيكا لإبقاء الزخم الموجود لتقديم الدعم لأونروا، "وأن نبقى نقدم خدماتنا، وسنبقى نذكر العالم بحاجة اللاجئين والفلسطينيين لإيجاد حل عادل لقضيتهم".

وأكمل: "فيما يتعلق بتوجهات الأونروا بالبرامج الأساسية: (الصحة، والتعليم، والمساعدات الغذائية)، أكد أن الوكالة ستستمر في تقديم البرامج، وقال: "طالبنا المجتمع الدولي بتمكيننا من تقديم المساعدة الغذائية لمليون لاجئ، ولا توجد ردود واضحة 100%، وبعض الدول قدمت بعض المؤشرات في هذا الشأن".

وأكد شمالي أن الوكالة ستستمر في تقديم المساعدات الغذائية بنفس طريقة عام 2018م، مستدركا: "ولكن إذا لم نحصل على المبالغ المالية المطلوبة ستكون هنا جلسة حول الذي نعطيه الأولوية على الشيء الآخر".

وفي السياق، أكد شمالي أن هناك نقاشات مستمرة بين السفير القطري محمد العمادي ومسؤولين كبار في الأمم المتحدة حول آلية تمرير الأموال القطرية للمساعدات والمشاريع الإنسانية بغزة، وهذه النقاشات تشمل إمكانية تمرير بعض تلك الأموال من خلال مشاريع "أونروا".

وقال: إن " تقديم قطر دعمها للعائلات الأكثر ضعفا وفقرا، إحدى الطرق التي تعمل بها الوكالة للعائلات الفقيرة لتوفير فرص عمل مؤقتة "البطالة" (..) ممكن أن يكون بهذا الشكل، ولا يوجد شيء مؤكد".

تعويض العجز

وعن تعويض المساعدات الأمريكية التي توقفت، قال شمالي: "لم أقل إن هناك عجزا بمقدار 300 مليون دولار، بل يجب أن نبحث عن طرق وآليات لتوفير هذا المبلغ، حتى الآن حصلنا على بعض الضمانات، منها اتفاقيات وتعهدات مع السويد وروسيا على سبيل المثال لتقديم دعم متواصل".

ونبه شمالي إلى أنه لا يمكن الحديث عن وجود عجز مالي قبل المؤتمر الدولي في فيينا في 29 يناير/ كانون الثاني الجاري، قائلا: "بعد المؤتمر يمكن احتساب قيمة العجز المالي، ومن الطبيعي أن تأتي التبرعات تباعا بعد يناير".

وتابع مدير عمليات "أونروا": "إذا كان لدينا نفس النجاح الذي حققناه العام الماضي لن تكون هناك مشاكل في ميزانية البرامج (..) متفائل في تغطية البرامج الرئيسة كالصحة والتعليم، ولكنني قلق إزاء موضوع النداء الطارئ، وسنسعى جاهدين لتأمين المبالغ الخاصة للخدمات المنضوية تحت النداء الطارئ".

مصير الألف موظف؟

في معرض رده على سؤال "فلسطين" حول مصير الألف موظف الذين حُولوا لعقود جزئية ويومية وفصل بعضهم قال شمالي: " تمكنا من تمديد عقود الموظفين بالدوام الجزئي لنهاية شهر يونيو/ حزيران القادم، ونأمل من المجتمع الدولي تقديم الدعم لضمان تقديم المساعدة الغذائية ودفع رواتب الدوام الجزئي، وتحويلهم لدوام كلي".

وأكد أن الوكالة تسعى للحصول على الأموال وتحويلهم لعقود كاملة، مشيرا إلى أن أونروا قدمت دفعات مالية "مجزية" للموظفين الذين فصلوا، "وعند الاحتياج سيستعان بهم حسب الحاجة وبناء على خبرتهم، إذا كانت هناك فرص سيحصلون على فرصة بناء على الاحتياج والكفاءة".

ونبه إلى أن جميع الموظفين سواء على ميزانية الطوارئ أو العقود الجزئية والكاملة جدد لهم حتى نهاية شهر يونيو/ حزيران القادم، وعددهم 800 موظف منهم 500 من أصحاب العقود الجزئية.

"فلسطين" سألت شمالي حول مصير هؤلاء الموظفين إذا كان الدعم مخالفا للتوقعات، فأجاب: "هناك مبدأ إداري متعارف عليه، إذا تقلصت الأموال يُخفف عدد الموظفين، فتوفير الوظائف يعتمد على قدرتنا على دفع رواتب لهم، لذلك ستبقى جهودنا مستمرة، ونسعى إلى أن يستمر عملهم لما بعد يونيو، وهذا يعتمد على الدعم الذي سنتلقاه".

الميزانية والإعمار

وعن الميزانية المتوفرة لدى "أونروا"، أوضح أن نصف الميزانية متوفر حتى اللحظة في برامج الصحة والتعليم، أما فيما يخص ميزانية الطوارئ "فنتمنى الحصول على الدعم لتغطيتها خلال العام"، مؤكدا أن رواتب موظفي الطوارئ مضمونة حتى نهاية يونيو، وأنه لا تغيير على عقود ووضع موظفي البرامج الأساسية، فهي مستمرة كما هي.

لماذا أوقفتم صرف بدل إيجار لنحو 1600 أسرة من أصحاب البيوت المدمرة؟ رد مدير عمليات "أونروا" على سؤال "فلسطين" بالقول: "اضطررنا في العام الماضي لتعليق تقديم المساعدة بسبب غياب التمويل، ولا يتعلق بأننا لا نريد تقديم مساعدات بدل إيجار بل يتعلق بعدم توفر أموال لندفعها".

وأضاف: "هناك عمل مستمر بموضوع إعادة الإعمار ونأمل الحصول على الأموال والدعم لتغطي ما خططنا له لإعمار المنازل المهدمة، وهناك بعض الدول التي تقدم دعما للإعمار عامة كإعمار المدارس".

واستدرك شمالي أن المشكلة "كلما ابتعدنا عن 2014م يقل اهتمام الدول بتقديم الدعم لإعادة إعمار البيوت المدمرة، وسنستمر في محاولة إقناعهم بتقديم الدعم".

وعن حل قضية عمل المدارس بثلاث فترات وإمكانية توظيف معلمين، أوضح شمالي أن لدى الوكالة عددا قليلا من المدارس التي تعمل بثلاث فترات مؤقتا مرتبطة بقيامها بإعادة إعمار وبناء مدارسهم أو بناء مدارس جديدة، لافتا إلى أن الوكالة ليست لديها تعليمات وقدرة لتثبيت موظفين بدوام كامل، "لدينا عدد كافٍ من الأساتذة والمعلمين يغطون التعليم بما فيهم معلمو العقود اليومية".